حسب القانون الدولي والأعمال التجارية الدولية، يُعرف مُتصيد العلامة التجارية (بالإنجليزية: Trademark troll) بأنه فرد أو شركة تقوم بتسجيل علامة تجارية بقصد البدء بتهديد الآخرين الذين يستخدمون تلك العلامة أو ينون مستقبلاً استعمال الإسم التجاري بمقاضاتهم، بينما المُتصيد لا يمتلك نشاطا فعليا لهذه العلامة التجارية. وكما يُقال عن المُتصيد التقليدي أنه يجمع رسومًا من أولئك الذين يرغبون بعبور الجسر (وهو لا يملكه)، فإن مُتصيد العلامة التجارية "يظهر بطريقة فجائيه عندما يقرر أحد ما استعمال نفس العلامة التجارية أو حتى علامة مشابهة لها ويضعه أمام خيارين: الدفع للحصول على ترخيص لاستخدام علامتي التجارية أو الذهاب للمحاكم".
قضايا متصيدي العلامات التجارية توضح سوء فهم شائع لحقوق العلامات التجارية: فتسجيل العلامة تجارية لا يعني أن يُمنح مالك العلامة التجارية احتكارًا لتلك العلامة التجارية ولكن يجب استعمالها فعليا في التجارة لكي يحصل مالكها على الحماية القانونية. وكمثال لذلك، قام الأمريكي ليو ستولر "Leo Stoller" ، الذي وصفته المحامية آنا فولجرز المختصه بالملكية الفكرية بأنه "متصيد نموذجي للعلامات التجارية"، حيث اعتبارًا من 2007 رفع 47 دعوى قضائية مستهدفا أفراد أو شركات يستعملون العلامات التجارية التي سجلها ولكن لم تجد أي محكمة أي انتهاك قانوني منهم ضده، ومنعته المنطقة الشمالية في إلينوي من رفع دعاوى جديدة دون إذن المحكمة. وبالمثل، أشارت محكمة المقاطعة الأمريكية إلى ممارسات تيم لانجديل التجارية من Edge Games على أنها تصيد بعد أن وجدت أنه لا يوجد دليل على أنه بدأ الاستخدام التجاري للعلامات التجارية المزعومة التي قد سجلها، ولكن أشارت المحكمة إلى أدلة على أن لانجديل قد حصل بشكل احتيالي و/أو احتفظ بالعديد من العلامات التجارية التي يقوم بتسجيلها.
مثال آخر أكثر استهدافًا في عام ٢٠٠٨ يتعلق بشركة (Never Give Up Limited)، التي ادعت امتلاكها لعلامات تجارية لسلسلتين من محلات عصائر الفاكهة، جوسلينج في غلاسكو وجوسِد أب في إدنبرة . ووفقًا لتقرير سري لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ، سعى ممثل شركة نيفر جيف أب، جون بلانشارد، للحصول على عشرات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية كمقابل لبيع العلامتين التجاريتين لأصحاب محلات العصائر.
كان هناك مثالٌ تصيد أكثر نجاحًا في نوفمبر 2007، عندما رفع رجل الأعمال ديف بيهار وشركته لإنتاج محتوى الإنترنت "بوسيتيف آيونز (Positive Ions)" دعوى قضائية ضد شركة "أيون ميديا نيتوورك (Ion Media)" ، مدعيا أن شركته "بوسيتيف آيونز" تملك العلامة التجارية لكلمة " أيون (Ion)"، وأن شركة "أيون ميديا" استخدمت الاسم "أيون (Ion)" دون إذنه. نتيجة لذلك حصلت شركته "بوسيتيف آيونز" على تسوية بقيمة 1.7 مليون دولار، إلا أن "أيون ميديا" استمرت في استخدام اسم "أيون" لقنواتها.
في عام ٢٠١٧، رفعت محطة WNED-TV، التابعة لشبكة بي بي إس (PBS) ، والتي أنتجت مسلسل "قوس قزح القراءة (Reading Rainbow)" ، دعوى قضائية تتعلق بانتهاك علامة تجارية ضد ليفار بيرتون، مقدم البرنامج السابق. اعترضت WNED على اسم شركة بيرتون RRKidz، وسعت المحطة إلى السيطرة الإدارية على مواقع RRKidz الإلكترونية وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. كما تقدمت WNED بطلب لمنع بيرتون من استخدام عبارة تُذكر في برنامج "قوس قزح القراءة (Reading Rainbow)" ، وهي عبارة "لكنك لستَ مُلزمًا بتصديقي (But you don't have to take my word for it)"، في بودكاسته. بعد الفوز بالدعوى القضائية، أعلنت محطة WNED عن تجديد البرنامج، والذي انتهى به الأمر إلى البقاء طي التطوير أو في جحيم التطوير (Development hell) .