إتقان موضوع ماري: رواية

ماري: رواية، هي الرواية المكتملة الوحيدة للنسوية البريطانية البارزة في القرن الثامن عشر ماري وولستونكرافت. تسرد الرواية القصة المأساوية لـ «الصداقتين الرومانسيتين» المتعاقبتين اللتين جمعتا ما بين إحدى النساء ورجل وامرأة. ألفت وولستونكرافت الرواية بينما كانت تعمل بصفتها مربية في أيرلندا، لتُنشر الرواية في عام 1788، أي بعد فترة وجيزة من فصلها دون سابق إنذار واتخاذها قرارًا بالمباشرة في مهنة الكتابة. اتسمت هذه المهنة بخطورتها وسمعتها السيئة بالنسبة للنساء في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر.

تأثرت وولستونكرافت بفكرة جان جاك روسو القائلة إن العباقرة هم من يعلمون أنفسهم، لذا اختارت بطلةً عقلانيةً ومتعلمة ذاتيًا لروايتها. وصفت وولستونكرافت بطلتها ماري على أنها مستقلة وقادرة على تحديد ماهية الأنوثة والزواج بالنسبة لها، وذلك في محاولة منها لإعادة تعريف كلمة عبقري، التي بدأت باكتساب معناها الحديث كاستثنائي أو ذكي في نهاية القرن الثامن عشر. تعتقد وولستونكرافت أن ما يجعل من ماري عبقريةً هو «آراءها القوية والمبتكرة» وقدرتها على مقاومة «الحكمة التقليدية». أتاحت وولستونكرافت لبطلتها الفرصة في انتقاد الزواج من خلال تقديمها على أنها شخصية عبقرية، إذ شعرت أن الزواج «يقيد» العباقرة بدلًا من أن يدعمهم.

تستخدم وولستونكرافت بطلتها بغية توجيه انتقاداتها ضد شاعرية القرن الثامن عشر وأثرها على النساء. تروي ماري الحبكة الرومانسية التقليدية المكررة، وذلك من خلال إعادة تصورها للعلاقات الجنسانية والحياة الجنسية للأنثى. وعلى الرغم من ذلك، تستعين وولستونكرافت بأحد الأنواع الفنية المتمثل بالنزعة العاطفية بغية نقد العاطفية ذاتها، إذ تصف «أسلوبها الروائي» على أنه يعكس ذات العيوب العاطفية التي تحاول تعريتها.

تبرأت وولستونكرافت من رواية ماري لاحقًا، وكتبت بأنها ليست سوى أضحوكة. وعلى الرغم من ذلك، اعتقد العديد من الباحثين أن تمثيل الرواية لأنثى عبقرية وحيوية وغير تقليدية وعقلانية ومتشبثة بآرائها (للمرة الأولى في الأدب الإنجليزي) في إطار من الرومانسية الجديدة من نوعها هو تطور هام في تاريخ الرواية بغض النظر عن عيوبها، وذلك بحكم مساهمتها في تشكيل خطاب أنثوي ناشئ.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←