ماركو أنطونيو إنخيجنيري (ويُكتب أيضًا: إنخيجنييري، إنخيجنيرو، إنثيجنيري) (حوالي 1535 أو 1536 – 1 يوليو 1592) كان ملحنًا إيطاليًا من أواخر عصر النهضة. وُلد في فيرونا وتوفي في كريمونا.
على الرغم من أنه قضى معظم حياته يعمل في شمال إيطاليا، فإنه بسبب تشابهه الأسلوبي مع بالِسترينا يُعتبر أحيانًا منتميًا إلى المدرسة الرومانية للموسيقى الكَنَسية متعددة الأصوات. كما يُعرف أيضًا بكونه أستاذًا للمُلحن كلاوديو مونتيفيردي.
لا يُعرف الكثير عن سنواته الأولى، لكن من المرجّح أن كانت له عائلة في البندقية، ومن الممكن أنه درس على يد تشيبريانو دي روري في بارما وفينتشنزو روفو في فيرونا. حوالي سنة 1570 انتقل إلى كريمونا، وهناك كوّن سمعة كملحن وعازف. قد يكون شغل وظيفة عازف أرجن، ومن المعروف أنه كان يعزف آلات وترية. وفي عام 1581 عُيّن مايسترو دي كابيلا (قائد جوقة) في كاتدرائية كريمونا، ويبدو أنه ظل في هذا المنصب حتى نهاية حياته. ومن المعروف أنه من خلال هذا المنصب قام بتعليم كلاوديو مونتيفيردي، الذي أصبح شخصية مهمة في الانتقال إلى العصر الباروكي.
كان إنخينيري صديقًا مقرّبًا من الأسقف نيكولو سفوندْراتو، الذي أصبح لاحقًا البابا جريجوريو الرابع عشر، وكان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بـ حركة الإصلاح المضاد ومجمع ترينتو. وقد انعكست هذه التأثيرات في موسيقاه، التي غالبًا ما تُظهر التبسيط والوضوح المميز لأسلوب بالِسترينا. بل إن كتابه المكوّن من سبعةٍ وعشرين ريسبونسورياليس (أناشيد استجابيّة) نُسب لفترة طويلة إلى بالِسترينا. ومع ذلك، فإن بعض مؤلفاته تتجاهل الإصلاحات التي أقرّها المجمع؛ وأبرز مثال على ذلك هو الترتيلة (موتيت) ذات الأربع أصوات، وهي قانون مزدوج معكوس، بحيث يتطلب الأمر أذنًا حادّة للغاية لتمييز النص، في حين أن وضوح النص كان أحد الشروط التي فرضها مجمع ترينتو على أي ملحن للموسيقى الكَنَسية المتعددة الأصوات.
أما قدّاساته فهي بسيطة، قصيرة، ونسبيًا هُوموفونية (تعتمد على التناغم اللحني أكثر من التعدد الصوتي)، وأحيانًا تتفوق على بالِسترينا في الوضوح والبساطة. أما المادريجالات الخاصة به فتميل إلى الطابع المحافظ، متجاهلة ابتكارات مؤلفين مثل لوتشاسكو لوتشاشي ولوكا مارينتسيو، اللذين كانا يجربان في نفس الحقبة استخدام الكروماتية الحادة والفيجورالية (الرسم الموسيقي للنص).
وقد ألّف كتابين من القداسات (الأول عام 1573 والثاني عام 1587)، وما لا يقل عن ثلاثة كتب من الموتيتات (قد يكون بعضها قد فُقد)، بالإضافة إلى ثمانية كتب من المادريجالات لأربع وخمس وست أصوات.