مارك إيفور ساتين (بالإنجليزية: Mark Satin) (وُلد في 16 نوفمبر 1946) ناشر، ومؤلف، ومنظِّر سياسي أمريكي. يشتهر ساتين بمساهمته في تطوير ونشر ثلاثة منظورات سياسية- اللاعنفية في ستينيات القرن العشرين، وسياسة العصر الجديد في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، والوسطية الراديكالية في تسعينيات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. يُنظر أحيانًا إلى أعمال ساتين على أنها تتجه نحو أيديولوجية سياسية جديدة، وتُوصف في كثير من الأحيان بأنها أعمال «تحويلية»، أو أعمال «ما بعد ليبرالية»، أو أعمال «ما بعد ماركسية». يدعو أحد المؤرخين كتابات ساتين بالكتابات «ما بعد العصرية».
بعد الهجرة إلى كندا في سن العشرين لتجنب الخدمة في حرب فيتنام، شارك ساتين في تأسيس برنامج مناهضة التجنيد في تورنتو، والذي ساعد في جلب مقاومي الحرب الأميركيين إلى كندا. كتب أيضًا كتيب دليل المهاجرين إلى كندا في سن الخدمة العسكرية (1968)، والذي باع منه نحو 100,000 نسخة. بعد فترة وصفتها الكاتبة مارلين فيرغسون بأنها فترة تجربة ساتين «المعادية للطموح»، كتب ساتين كتاب سياسة العصر الجديد (1978)، والذي يشير إلى «قوة ثالثة» ناشئة في أمريكا الشمالية تسعى وراء أهداف مثل العيش البسيط، واللامركزية، والمسؤولية العالمية. نشر ساتين أفكاره من خلال المشاركة في تأسيس منظمة سياسية أميركية، التحالف العالمي الجديد، وعبر نشر نشرة إعلامية سياسية دولية تحت عنوان نيو أوبشنز. شارك ساتين أيضًا في صياغة البيان التأسيسي، «القيم العشر الأساسية»، لحزب الخضر الأمريكي.
بعد فترة من خيبة الأمل السياسي، قُضيت، على نحو رئيسي، في كلية الحقوق وممارسة قانون الأعمال، أطلق ساتين نشرة إعلامية سياسية جديدة وكتب كتابًا بعنوان الوسطية الراديكالية (2004). ينتقد فيهما التحزبية السياسية ويسعى إلى تعزيز التعلم المتبادل والتوليفات السياسية المبتكرة عبر الانقسامات الاجتماعية والثقافية. في مقابلة صحفية، يقارن ساتين الشعار الراديكالي القديم «أن تجرؤ على النضال، يعني أن تجرؤ على الفوز» مع نسخته الوسطية الراديكالية «أن تجرؤ على التوليف، يعني أن تجرؤ على أخذ كل شيء».
وُصف ساتين بأنه شخص «واسع الخيال» و«انفعالي»، وكانت جميع مبادراته مثيرة للجدل. عارض العديد من أعضاء حركة مناهضي حرب فيتنام جلبه مقاومي الحرب إلى كندا. لم يرحب الكثيرون من اليسار أو اليمين التقليديين بكتابه سياسة العصر الجديد، وأزعج كتابه الوسطية الراديكالية شريحة أعرض من المجتمع السياسي الأميركي. حتى حياة ساتين الشخصية كانت مثيرة للجدل.