لماذا يجب أن تتعلم عن ماجنا غراسيا

ماجنا غراسيا أو (اليونان الكبرى) هو إسم أصطلح عليه المؤرخون وأهل ذلك الزمان للقرى اليونانية في جنوب إيطالية، في المناطق الإيطالية الحالية مثل قلورية (كالابريا) وبولية وبزلكاتة وقنبانية وصقلية؛ كانت هذه المناطق مأهولة على نطاق واسع من قبل المستوطنين اليونانيين بدءًا من القرن الثامن قبل الميلاد.

نمت المستوطنات في هذا الإقليم إلى دويلات مدن قوية مستقلة (بوليس)، بعد أن أسستها في البداية حواضرها (المدن الأم). وقد جلب المستوطنون معهم حضارتهم الهيلينية، وطوروا حضارتهم الخاصة على أعلى مستوى، بسبب بعدهم عن الوطن الأم وتأثير السكان الأصليين في جنوب إيطاليا مما ترك بصمة دائمة على إيطاليا (كما هو الحال في ثقافة روما القديمة). كما أثروا أيضًا على الشعوب الأصلية، مثل السيكوليين والإينوتريون، الذين أصبحوا هيلينيين بعد أن تبنوا الثقافة اليونانية باعتبارها ثقافة خاصة بهم. وفي بعض المجالات تجاوزوا أحيانًا البلد الأم، مثل الهندسة وبناء وتخطيط المدن. ويُطلق على السكان القدماء في ماجنا غراسيا اسم الإيطاليوت والسيكليوت.

يمكن رؤية بقايا بعض هذه المدن اليونانية اليوم، مثل نيابوليس («المدينة الجديدة»، الآن نابُل)، سيراكوساي (سرقوسة)، وأكراغاس (جرجنت)، وتاراس (طارنت)، ريجيون (رية قلورية)، وكروتون (كروتوني). وكانت المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في ماجنا جراسيا هي سيباريس (سيباري الآن) ويقدر عدد سكانها، من 600 قبل الميلاد حتى 510 قبل الميلاد، بين 300.000 و500.000 نسمة.

كانت حكومة دول المدن عادة أرستقراطية وكانت المدن في كثير من الأحيان في حالة حرب مع بعضها البعض.

وضعت الحرب البونيقية الثانية حدًا لاستقلال مدن ماجنا غراسيا التي جرى ضمها إلى الجمهورية الرومانية عام 205 قبل الميلاد.

أثر الفن والأدب والفلسفة من الوطن الأم اليونان بشكل حاسم على حياة المستعمرات. وفي ماجنا جراسيا جرى إعطاء الكثير من الزخم للثقافة، خاصة في بعض المدن مثل تاراس (طارنت الآن). ومن الجدير بالذكر أن الفخار اليوناني القديم من جنوب إيطاليا قد صُنع في ماجنا غراسيا إلى حد كبير خلال القرن الرابع قبل الميلاد. وحقق مستوطنو ماجنا غراسيا نجاحات كبيرة في الألعاب الأولمبية القديمة في وطنهم. وفاز رياضيو كروتوني بنحو 18 لقبًا في 25 دورة أولمبية. وعلى الرغم من أن العديد من السكان اليونانيين في ماجنا غراسيا كانوا من اللاتينيين بالكامل خلال العصور الوسطى، إلا أن جيوبًا من الثقافة واللغة اليونانية ظلت موجودة حتى يومنا هذا. وأحد الأمثلة على ذلك هو الشعب الجيوروكي في كالابريا (بوفيسيا) وسالنتو (غريسا سالنتينا)، ولا يزال بعضهم يحتفظ بلغتهم اليونانية (اللهجة الجيوروكية) وعاداتهم. واللهجة الجيوروكية هي آخر أثر حي للعناصر اليونانية التي شكلت ماجنا جراسيا.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←