مؤشر السلام العالمي (Global Peace Index - GPI) هو تقرير يصدر عن معهد الاقتصاد والسلام، وهو منظمة غير حكومية مقرها في أستراليا، يقيس مستوى السلم النسبي بين الدول والمناطق. يقوم المؤشر بترتيب 163 دولة وإقليماً مستقلاً (تمثل مجتمعة نحو 99.7% من سكان العالم) وفقاً لمستويات السلم والأمن فيها. وخلال العقد الماضي، أظهر المؤشر اتجاهاً عالمياً متزايداً نحو العنف وتراجعاً في مستوى السلم.
يتم إعداد مؤشر السلام العالمي بالتعاون مع لجنة دولية من خبراء السلام من معاهد ومراكز بحثية متخصصة، ويتم جمع البيانات بواسطة وحدة الاستخبارات الاقتصادية. أُطلق المؤشر لأول مرة عام 2007، وأصبح يُنشر سنوياً منذ ذلك الحين. في عام 2015 شمل المؤشر 165 دولة بعد أن كان يغطي 121 دولة فقط عند إطلاقه. وقد ابتكر فكرة هذا المؤشر رجل الأعمال الأسترالي ستيف كيليليا ، وحظي بدعم شخصيات عالمية مثل الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، والدالاي لاما، والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2008 مارتي أهتيساري. يتم الإعلان عن النسخة المحدثة من المؤشر سنوياً في لندن وواشنطن العاصمة ومقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وفقاً لمؤشر عام 2024، تُعد آيسلندا، أيرلندا، النمسا، نيوزيلندا، سنغافورة، سويسرا، البرتغال، الدنمارك، سلوفينيا، ماليزيا، وكندا من أكثر دول العالم سلاماً، بينما تُعتبر اليمن، السودان، جنوب السودان، أفغانستان، أوكرانيا، الكونغو، روسيا، سوريا، إسرائيل ومالي من أقل الدول سلاماً.
أما بالنسبة إلى أكبر سبع دول من حيث عدد السكان (التي تمثل أكثر من نصف سكان العالم ونحو نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي)، فقد جاء ترتيبها كما يلي: إندونيسيا في المرتبة 48، الصين 88، الهند 116، البرازيل 131، الولايات المتحدة 132، باكستان 140، ونيجيريا 147.
أظهر تقرير عام 2024 أن مستوى السلام العالمي تدهور بنسبة 6% خلال السنوات الست عشرة الماضية، مع اتساع الفجوة بين الدول الأكثر سلمية والأقل سلمية.
يقيس المؤشر السلام الداخلي بناءً على عشرة مؤشرات رئيسية تقيّم ما يمكن تسميته بـ مستوى الأمان والاستقرار المجتمعي. وتشير منهجية التقرير إلى أن انخفاض معدلات الجريمة، وقلة العمليات الإرهابية والمظاهرات العنيفة، ووجود علاقات ودّية مع الدول المجاورة، واستقرار الوضع السياسي، وانخفاض عدد النازحين واللاجئين داخلياً كلها عوامل تدل على ارتفاع مستوى السلم في الدولة.