كان ليوني راوتو (كان يدعى حتى عام 1945 ليف نيكولاييفيتش (نيكولاييفيتشي) أويغنشتاين، 28 فبراير 1910 – 1993) ناشطًا شيوعيًا ومروج دعاية روماني مولود في بيسارابيا. كان راوتو القائد الأيديولوجي للحزب الشيوعي الروماني («حزب العمال») خلال حكم جيورج جيورجيو ديج، وأحد شيوعيي البلاد رفيعي المستوى القلة الذين درسوا الماركسية من مصدرها. بلغت سنوات شبابه المليئة بالمغامرة، إذ قضى فترتين في السجن بسبب نشاطه السياسي غير القانوني، أوجها في منفى خياري في الاتحاد السوفيتي، حيث أمضى الجزء الأكبر من الحرب العالمية الثانية. مع تخصصه في التحريض والبروباغاندا وإقامته لصداقة مع الناشطة الشيوعية آنا باوكر، عاد راوتو إلى رومانيا خلال فترة إقامة الشيوعية في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، وبات قائدًا يحسب حسابه للنظام الشيوعي الروماني. بصفته رئيسًا لقسم التحريض والبروباغاندا الجديد التابع للحزب الشيوعي، ابتكر راوتو بعض أكثر السياسات الثقافية إثارة للجدل، وتمكن من النجاة من سقوط باوكر في عام 1952.
بصفته مساعدًا لجيورجيو ديج، لعب راوتو دورًا قياديًا في كافة التجسدات المتعاقبة للشيوعية الرومانية: كان راوتو ستالينيًا وأحد أتباع مبدأ جدانوف قبل العام 1955، ومناهضًا للتحريفية حتى عام 1958، وشيوعيًا وطنيًا منذ ذلك العام. خلال هذا التحول الطويل، أطلق مبادرات متتالية (وقدم لها دعمًا ماركسيًا) ضد خصوم جيورجيو ديج السياسيين، وطهر السلك الأكاديمي بصورة منتقاة ممن يشك بأنهم مناهضون للشيوعية، وعزل بعض مناصريه من منصبهم. وبات مكروهًا على نطاق واسع من قبل من اعتبروا أن ضميره لا يؤنبه ولا يتردد في قراراته، وصوره كتاب شيوعيون سيئو السمعة على أنه «البهلوان المثالي» أو «مالفوليو».
حافظ راوتو على شيء من نفوذه بعد سيطرة صديقه الشيوعي الوطني نيكولاي تشاوشيسكو على قيادة الحزب. خسر راوتو امتيازاته في التحريض والبروباغاندا، غير أنه أصبح عميد كلية أكاديمية شتيفان جيورجيو، وبقي يلعب دورًا في تعريف الدوغمات الرئيسية. في نهاية المطاف خلع راوتو من منصبه في عام 1981 كعقاب له على قرار ابنته بالهجرة. بقي راوتو تحت المراقبة بسبب اتهامه بصلات بلجنة أمن الدولة في الاتحاد السوفيتي وأمضى بقية حياته في تخفي نسبي ليشهد الثورة الرومانية في عام 1989.