لغة الإشارة- هي تلك التي تشير إلى أي لغة طبيعية تستخدم الإيماءات البصرية التي تنتجها الأيدي وكذلك لغة الجسد للتعبير عن المعنى. والجانب الأيسر من الدماغ هو الجانب المسيطر الذي يتم استخدامه لإنتاج وفهم لغة الإشارة، تمامًا كما هو الحال بالنسبة للكلام. في عام 1861م ، قام بول بروكا Paul Broca بدراسة المرضى الذين لديهم القدرة على فهم اللغات المنطوقة ومع ذلك غير قادرين على إخراجها أو انتاجها. وقد تمت تسمية المنطقة المتضررة بمنطقة بروكا ، وتقع في التلفيف الجبهي السفلي لنصف الكرة المخية الأيسر ( مناطق برودمان 44، 45). وبعد فترة وجيزة،و في عام 1874م، قام كارل فيرنيكه Carl Wernicke بدراسة المرضى الذين يعانون من العجز العكسي: حيث كان المرضى قادرين على إنتاج اللغة المنطوقة، ولكنهم لم يتمكنوا من فهمها. تمت تسمية المنطقة المتضررة بمنطقة فيرنيكه ، وتقع في التلفيف الصدغي العلوي الخلفي لنصف الكرة المخية الأيسر ( منطقة برودمان 22).
أصحاب الإشارات التي بها أضرار في منطقة بروكا كقيراً ما يواجهون مشاكل في إنتاج الإشارات. كما يعاني الأشخاص الذين يعانون من تلف في منطقة فيرنيك (نصف الكرة المخية الأيسر) في الفص الصدغي من الدماغ من مشاكل في فهم لغات الإشارة. في وقت مبكر، وقد تم ملاحظة أن منطقة بروكا كانت قريبة من جزء القشرة الحركية تلك التي تتحكم في الوجه والفم. وبالمثل، كانت منطقة فيرنيك قريبة من القشرة السمعية. وتعتبر مثل هذه المناطق الحركية والسمعية مهمة في معالجة اللغة المنطوقة وفي انتاجها، غير ان الارتباط بينها وبين لغات الإشارة لم يتم اكتشافه بعد. ومن أجل هذا السبب، تم وصف النصف الأيسر من الدماغ بأنه النصف اللفظي، في حين تم اعتبار النصف الأيمن مسؤولاً عما يسمى بالمهام المكانية. ويمكن القول انه قد تم استخدام هذا المعيار والتصنيف للتنديد بلغات الإشارة باعتبارها لا تساوي اللغة المنطوقة حتى تم الاتفاق على نطاق واسع على أنه بسبب التشابه في الاتصال القشري فهما متكافئان لغويا وإدراكيًا.
وفي الثمانينيات من القرن العشرين، أجريت عدة أبحاث على مرضى الصم الذين يعانون من السكتة الدماغية في النصف الأيسر من الدماغ، وذلك لاستكشاف العلاقة بين الدماغ ولغات الإشارة. وقد تم اكتشاف أن المنطقة المحيطة بالفص الأيسر مهمة وظيفيًا للغة المنطوقة والمشار إليها. وقد أدى موقعها بالقرب من العديد من مناطق المعالجة السمعية الرئيسة إلى الاعتقاد بأن معالجة اللغة تتطلب مدخلات سمعية وقد تم استخدامها للإساءة إلى لغات الإشارة باعتبارها "لغات حقيقية". ويمكن القول أن هذا البحث قد فتح الباب أمام المزيد من التحليل اللغوي والمزيد من البحث حول لغات الإشارة. لغات الإشارة،مثلها مثل اللغات المنطوقة، هي عبارة عن أنظمة لغوية عالية البنية؛ ولها مجموعاتها الخاصة من الخصائص الصوتية والصرفية والنحوية. ويمكن القول أنه على الرغم من بعض الاختلافات بين اللغة المنطوقة ولغة الإشارة، إلا أن مناطق الدماغ المرتبطة بها تشترك في كثير من الأشياء المشتركة.