يعتبر عام 240 ق.م هو تاريخ ظهور المسرحية علي نمط النماذج اليونانية في روما عندما عرضت أول مسرحية يونانية في الأعياد الرومانية ludi Romani مترجم بللغة اللاتينية قام بنقلها إلي اللاتينية ليفيوس أندرنيكوس livius Andronicus، وكان أول من اكتشف أن في روما جمهورا ً للأدب اليوناني.
و قد أستمد الأدب اللاتيني الناشئ نماذجه من المسرحيات الأغريقية، بيد أنه في الوقت نفسه لم يغفل الموضوعات الوطنية. ذلك أنه إذا كان جنايوس نايفيوس قد أقتبس من التراجديا الأغريقية موضوعات الكثير من مسرحياته، فانه ألف كذلك مسرحيات تراجيدية قوامها موضوعات رومانيه بحتة مثل المسرحيتين اللتين كان موضوع إحداهما قصة رومولوس وموضوع الأخرى انتصار فلاوديوس مارقلوس علي الغال في عام 222 ق.م ويتبين من أسماء ثلاث مسرحيات تراجيدية أخرى تدعي علي التوالي «أيميليوس باولوس» و«بروتس» و«دقيوس» أن موضوعاتها كانت أيضا ً رومانية، وكان باقوفيوس صاحب المسرحية الأولي، وآقيوس صاحب المسرحيتين الثانية والثالثة.
و في مجال المسرحيات الكوميديا أيضا ً كانت القاعدة الشائعة أول الأمر هي الأقتباس من أصول إغريقية. ولم تبع الكوميديا الرومانية من مسرحيات أرستو فانيس Aristophanes القديمة التي كانت الحياة السياسة الحرة دعامة وجودها مثل أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد.
و لكنها نبعت من الكوميديا الحديثة التي ظهرت في القرن الرابع قبل الميلاد والتي كانت مستمدة من الحياة الخاصة والمحلية. وكان الشاعر ميناندر Menander هو الاسم الرئيسي في هذا الميدان. إن العالم الذي يصوره ميناندر عالم حيوي معقد يتفق ومزاج المشاهد الروماني في كير من نواحيه. وكان التهاون الجنسي يعالج في الكوميديا الرومانية بتسامح يبعث علي التسلية. ولقد لاحظ المؤرخون الاجتماعيون أن أول حالة طلاق في الروماني حدثت خلال السنوات الخمس التي تلت عرض أول مسرحية. لكن الكوميديا اليونانية الحديثة كانت تنقصها الحركة فقد كان إيقاعها بطيئا ً، يتخللها كثير من التحليل النفسي، ورسم شخصياتها يتطلب ذكاء خارق، وكان المتفرج لروماني يحتاج إلي مزيج قوي من الذوق الفني الرفيع والحركة النشطة وإلي حيل أكثر وشخصيات مضحكة وحيوية فياضة في المسرحية.وقد تطور الأدب المسرحي اللاتيني تطورا ً سريعا ً بسبب كثرة الطلب علي المسرحيات لعرضها في الحفلات العامة، وإذا كان علي مر الزمن أخذ مؤلفوا المسرحيات اللاتينية يعزفون عن الاقتباس من المرحيات الإغريقية ويجنحون نحو اتخاذ قصص مسرحياتهم وشخصياتهم من البيئة الرومانية، لكنهم مع ذلك لم يفلحوا إطلاقا ً في التحرر تحررا ً كاملا ً من النماذج الإغريقية.