كوسمي جوميث تيخادا دي لوس رييس
كاتب إسباني
كوسمي جوميث دي تيخادا إي دي لوس رييس (طليطلة، 26 سبتمبر 1593 – تالابيرا دي لا رينا، طليطلة، 2 ديسمبر 1648) كان كاتبًا إسبانيًا.
كتب بعض المسرحيات، لكن أغلبها فُقد أو نُسب خطأً إلى غيره.
ألّف بالدرجة الأولى روايات بيزنطية مليئة بالأمثال والعبر الأخلاقية. أشهرها كانت الأسد العجيب (١٦٣٤)، وهي رواية ساخرة – أخلاقية وأليغورية، تنقسم إلى ٥٤ مَثَلًا وتتخللها أشعار بديعة، منها ترجمات ومحاكاة لكتاب لاتينيين كلاسيكيين، وتنتهي بقصيدة قصيرة بعنوان "العدم". عُرفت هذه الرواية بأربع طبعات لاحقة (مدريد ١٦٣٦، فالنسيا ١٦٦٥، مدريد ١٦٧٠، إشبيلية ١٧٣٢).
وجاءت لها "جزء ثانٍ" لكنه في الحقيقة ليس استمرارًا إلا من حيث الأسلوب الأليغوري: الفهم والحقيقة (ألكالا دي إيناريس، ١٦٧٣)، وهي رواية أبطالها شخصيات رمزية، ومن خلال مغامراتهم وخطاباتهم ترسم لوحة جادة وكئيبة عن الحياة الإنسانية والعالم منذ الخلق حتى يوم القيامة، ولهذا لم تلق نجاحًا كبيرًا. نشرها أخوه، الذي كان قارئًا شغوفًا لأعماله، كما نشر أيضًا مجموعة من "الألواح" و"الأناشيد الدينية" و"المسرحيات الأسرارية"، تحت عنوان عيد الميلاد في مدريد سنة ١٦٦١، بعد وفاة المؤلف.
من بين مسرحياته: انتصار الفضيلة، الجندي، احزر من أعطاك، البراءة والخبث، والجندي المنتصر. أما كتابه الفيلسوف (١٦٥٠)، فهو عمل علمي كتب أولًا باللاتينية، ويُعتبر في الواقع ملخصًا شارحًا لأرسطو، وساكرُو بوسكو، وكلافيو، وتوما الأكويني وغيرهم. ويُظهر هذا الكتاب موهبة تيخادا وغزارة علمه، أما على صعيد الأفكار والمعرفة العلمية فهو محكوم بزمانه ومصادره.
كتب أيضًا – بتكليف من المجلس البلدي – تاريخ تالابيرا، لكنه بقي ناقصًا ومخطوطًا في المكتبة الوطنية بمدريد، وربما هو نفسه النص الذي كان في مكتبة طليطلة الأسقفية، واستعان به بيدرو بوليكاربو غارسيا دي بوسيس في تأليفه تاريخ بلدة تالابيرا (١٧٦٨).
في المجلد الرابع من برناسو الإسباني (١٧٧٦) لخوان خوسيه لوبيث دي سيدانو نُشرت ترجماته لهوراس وأوسونيو. وضاع أيضًا كتاب آخر أشار إليه في الأسد العجيب، وكان مخصصًا لقضايا نحوية ونقدية أدبية مليء بالاقتباسات من أرسطو وكوينتيليانو.
يُعد أسلوبه نقيًا واضحًا، وكان من أشد معارضي الكونغوريسمو (الأسلوب المتكلف الباروكي)، وانتقده في أعماله الأولى بذكاء وظُرف. رفض التصنّع الثقافي والاستعراض بالعلم واللغة المتضخمة المبالغ فيها التي تُطرب الأذن فقط دون معنى. في المقابل دعا إلى "التناسق والانسجام الكامل بين الموضوع والفكر والتعبير اللفظي". ومع أنه رأى أن للغة الشعرية موارد خاصة تميزها عن أنماط اللغة الأخرى، فإن الإفراط فيها يجعلها مظلمة وممجوجة.
كما يجب إبراز جانب التراث الشعبي في أعماله: ففي كتابه عيد الميلاد جمع عددًا كبيرًا من الأغاني التقليدية (خصوصًا الأناشيد الميلادية)، وألعابًا مثل "احزر من أعطاك" الذي أعطى اسمه لإحدى مسرحياته، ولعبة "سانتو موكارّو"، والأحاجي، وحتى لهجة الرعاة الشعبية. وكذلك في تاريخ تالابيرا أودع ثروة من المعرفة الفولكلورية، خصوصًا عن أهم احتفال تقليدي في المدينة: عيد المونداس.