كوتشوك هانم (1850-1870) راقصة غوازي في إسنا جميلة ومشهورة، مذكورة في روايتين غير مترابطتين في القرن التاسع عشر للسفر إلى مصر، الروائي الفرنسي جوستاف فلوبير والمغامر الأمريكي جورج ويليام كورتيس.
أصبحت كوتشوك هانم شخصية رئسية ورمز في رواية فلوبير الاستشراقية. زارها فلوبير أثناء إقامته في مصر في رحلته إلى الشرق 1849-1851 برفقة مكسيم دو كان. تعتمد الموضوعات الاستشراقية التي تتخلل عمله علي تجاربه في مصر وعلي احتمالية علاقته الجنسية مع كوتشوك هانم. الراقصات في اثنين من رواياته، هيروديا وإغراء القديس انطوني، استحضار امرأة راقصة تؤدي مشهد من سالومي وملكة سبأ. كلا الرقصتين يعدوا ذخيرة فنية للراقصات في تلك الفترة، خاصة الراقصة المعروفة برقصة النحلة، حيث تقف الراقصة حتي يبدو كأن حشرة تطير داخل ملابسها فتبدأ تهرب في رعب وترقص بسرعة وتخلغ ملابسها بطريقة رقص تعري. لاحقاً، كانت كوتشوك هانم موضوع شعر لويس بويه مستوحاة من قصة فلوبير من الرسائل. لويز كوليه، عشيقة فلوبير، يقال أنها سعت إلى الراقصات الكبيرات في رحلة إلى مصر وقت افتتاح قناة السويس، لاجل ابلاغ فلوبير الاضرار التي لحقت بالمرأة التي أعجب بها.
يبدو من المؤكد أن كان لها تأثير على جورج ويليام كورتيس، مما يشير أنها كانت واحدة من أكثر الفنانين رواجاً في صعيد مصر خلال الفترة الاستعمرية. تَظهر مقارنات السردين منزل بفناء، وسلم فقير في أصلاحه يؤدي إلى الغرفة العليا مفروشة مع اثنين من الديوان، وامرأة شابة خادمة تدعي زينب، ورجل كبير يعزف الربابة، وامرأة كبيرة تحفظ الوقت على الطار.
«كوتشوك هانم» ليس الاسم الصحيح ويعني في الواقع «سيدة صغيرة» في التركية (küçük hanım). وقد يكون مصطلح تحبيب يطلق علي الطفل، أو حبيبة، أو راقصة مشهورة. يقول فلوبير أنها كانت من دمشق، ولكن يبقي غير واضح ما أذا كان هذا الاسم اخترته المرأة لتقدم نفسها للسائح المستعمر أو هو اسم مختصر غير رسمي استخدمه كاتبان لوصفها. إن وجود كوتشوك هانم في أدب هذه الفترة بصورة مثيرة يؤكد التحريف المبكر للمرأة غير الغربية في مخيلة الغرب.