معبد سبيوس أرتميس (باليونانية القديمة: Σπέος Αρτέμιδος؛ ويعني كهف أرتميس)، هو موقع أثري في مصر. يقع على بُعد نحو كيلومترين جنوب مقابر الدولة الوسطى في بني حسن، وحوالي ثمانيةٍ وعشرين كيلومترًا جنوب مدينة المنيا. يُعرف الموقع اليوم باسم قرية إسطبل عنتر.
كان العالم جان-فرانسوا شامبليون أول من حدّد هذا المعبد على أنه هو ذاته كهف أرتميس الذي ورد ذكره في المصادر الإغريقية القديمة. وقد شبَّه الإغريق الإلهة باخت بالإلهة أرتميس.
يضم الموقع معبدين مكرَّسين للإلهة باخت، وكلاهما منحوتان في الصخور على الجرف الشرقي لنهر النيل. أحدهما شيّدته الملكة حتشبسوت، ويُزيّن عتب بابه نقشٌ طويل يتضمّن نصها الشهير الذي تندّد فيه بالهكسوس. وبالقرب منه يقع معبد صغير يحمل اسم الإسكندر الرابع المقدوني. يُحتمل أن معبدًا أقدم كان قائمًا في هذا الموضع، غير أنّه لم تُعثر على آثار تسبق عهد حتشبسوت. وقد استبدل الملك سيتي الأول اسمه في بعض النقوش باسمها، مغتصبًا بذلك أعمالها الأصلية.
نُحت معبد حتشبسوت من الصخر الحي، ويتكوّن من غرفتين متصلتين بممر قصير. أما الرواق الخارجي، فهو مستطيل الشكل، وكان في الأصل يتألف من ثمانية أعمدة حجرية مرتَّبة في صفّين، ولم يبقَ منها سوى ثلاثة أعمدة في الواجهة، بينما فُقدت الأعمدة الداخلية بالكامل. نُقشت على واجهة الصخر فوق الأعمدة الخارجية نصوص تحمل اسم حتشبسوت، من بينها النص الشهير الذي تدين فيه الهكسوس وتصف جهودها في ترميم ما دمّروه، لتؤكد من خلاله شرعية حكمها. وفي داخل الرواق لا يحمل النقوش سوى الجدار الجنوبي، وقد كانت تلك النقوش في الأصل منسوبة إلى حتشبسوت، إلا أنّ سيتي الأول اغتصبها وأضاف إليها نصوصًا جديدة.
أما القدس الداخلي فهو مربع الشكل، يضم في مؤخرته محاريب للتماثيل، ولم تترك حتشبسوت عليه أي نقوش. ويرى الباحث براند أنّ سيتي الأول هو من قام بحفر الممر والقدس لأول مرة.
قام سيتي الأول بتغيير النصوص ليضع اسمه بدلًا من اسم حتشبسوت، كما استبدل صورها بصورٍ له. غير أنّ الباحثين فيرمان وغردسلوف رأيا أنّه لا يوجد دليل قاطع على أنّ تحتمس الثالث شوّه هذا المعبد عندما أمر بمحو اسم حتشبسوت من آثار أخرى في أواخر عهده، رغم وجود اسمه على بعض أعمدة الرواق. وقد ناقش براند هذا الرأي، مرجّحًا أنّ تحتمس الثالث ربما أزال صورة للملكة أُعيد لاحقًا نحتها لتصوير سيتي الأول.
كما أشار براند إلى أنّ سيتي الأول رمّم مواضع أتلفها إخناتون عندما محا اسم الإله آمون، واستبدل بعض الصور مثل صورة كاهن بصورة الإله تحوت، في دلالة على تزايد نفوذ معبد تحوت في هرموبوليس خلال عهده. وأخيرًا، لاحظ براند أنّ سيتي الأول أضاف ثلاث مشاهد جديدة إلى مناظر تتويج حتشبسوت، دون أن يغتصبها منها، خلافًا لما افترضه فيرمان وغردسلوف.