يشير اسم كنيسة الروم الأرثوذكس أو الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية (باليونانية: Ἑλληνορθόδοξη Ἐκκλησία ، Ellinorthódoxi Ekklisía) إلى معانٍ عديدة، بالمعنى الواسع يدلّ على كامل الكنيسة الأرثوذكسية الخلقيدونية، وبالمعنى الضيق على مجموعة من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية التي تُجرى طقوسها أو كانت تُجرى تقليديًا باللغة اليونانية، وهي اللغة الأصلية للترجمة السبعينية والعهد الجديد. أما بالمعنى الثالث تدلّ فقط على كنيسة اليونان الوطنية الحالية. يعود تاريخها وتقاليدها ولاهوتها إلى آباء الكنيسة الأوائل وثقافة الإمبراطورية البيزنطية. ركّزت كنيسة الروم الأرثوذكس على تقاليد الرهبنة الأرثوذكسية الشرقية ولاهوت الزهد، ومنحتها مكانة عالية، وتعود أصولها إلى المسيحية المبكرة في الشرق الأدنى وفي الأناضول البيزنطية.
تاريخيًا، استُخدمَ مصطلح «اليونانيين الأرثوذكس» أو «الروم الأرثوذكس» لوصف جميع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بوجه عام، حيث أشارت عبارة «اليونانية» إلى تراث الإمبراطورية البيزنطية. خلال القرون الثمانية الأولى من التاريخ المسيحي، حدثت معظم التطورات الفكرية والثقافية والاجتماعية الرئيسية في الكنيسة المسيحية داخل الإمبراطورية أو في نطاق نفوذها، حيث انتشرت اللغة اليونانية على نطاق واسع وأصبحت لغة محكية واستُخدمت في معظم الكتابات اللاهوتية. بمرور الوقت، تم تبني معظم أجزاء الطقوس والتقاليد والممارسات الخاصة بكنيسة القسطنطينية من قبل الجميع، ولا تزال هذه الأجزاء توفر الأنماط الأساسية للأرثوذكسية المعاصرة. وهكذا أصبحت الكنيسة الشرقية تسمى أرثوذكسية «رومية» أو «يونانية» بنفس الطريقة التي تُدعى بها الكنيسة الغربية كاثوليكية «رومانية». لاحقًا، تخلّى السلافيون وعدة كنائس أرثوذكسية أخرى عن التسمية «اليونانية» الأخرى بعد صحوة شعوبهم الوطنية منذ القرن العاشر الميلادي. وهكذا، في أوائل القرن الحادي والعشرين، بوجه عام، دُعيَت فقط تلك الكنائس التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة اليونانية أو البيزنطية بأنها «كنائس الروم الأرثوذكس».