الغجر في العراق، ويُعرفون محليًا بأسماء متعددة منها الكاولية والدوم والنَوَر، هم إحدى الجماعات المهمّشة التي تعيش في مناطق متعددة من البلاد، أبرزها قرى خاصة مثل الزهور في الديوانية، إلى جانب تجمعات في بغداد والبصرة وكربلاء وديالى وغيرها. تُعد هذه الجماعة جزءًا من الامتداد الإقليمي الأوسع للمجتمعات الدومرية المنتشرة في الشرق الأوسط، التي تعود أصولها التاريخية واللغوية إلى هجرات من شبه القارة الهندية.
تختلف التسميات المستخدمة للإشارة إليهم باختلاف السياقات المحلية، وغالبًا ما ترتبط بصور نمطية سلبية ترتكز على مهن مثل: الموسيقا والرقص والتسوّل، ما ساهم في عزلهم اجتماعيًا وتهميشهم قانونيًا. تشير تقارير ميدانية وشهادات صحفية إلى أن هذه الصورة النمطية لا تعكس كامل طبيعة أنشطتهم، إذ يعمل بعضهم في الحرف اليدوية أو يسعى للاندماج في المجتمع الأوسع، لكنهم يواجهون رفضًا متكررًا حتى عند تغيير أنماط حياتهم.
يعاني الغجر في العراق تحديات بنيوية تشمل الحرمان من الوثائق الرسمية كالجنسية أو البطاقة الوطنية، وصعوبة الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية، وانعدام فرص العمل، ما يضع الكثير منهم في موقع يُسمى قانونيًا «انعدام الجنسية بحكم الأمر الواقع»، إذ يمنعهم من ممارسة حقوقهم كمواطنين. وقد وثّقت تقارير أممية ومحلية مطالبات متكررة من أبناء هذه الجماعة للاعتراف الرسمي بهم، ودمجهم في السياسات العامة، وتمكينهم من التمثيل القانوني والاجتماعي داخل الدولة.