الكهنة في مصر القديمة لم يشكلوا طبقة مغلقة، كما في بعض الثقافات القديمة الأخرى. كانت مكانتهم تتطلب اتباع قواعد محددة، خاصة فيما يتعلق بالنظافة، لكن أي شخص تقريبًا يمكن أن يصبح كاهنًا ويمكنه أن يفقد مكانته أيضًا. لم يمنع المنصب الكهنوتي الفرد من تولي مناصب أخرى، فكان يمكن أن يكون له أدوار إدارية في البلاط الملكي أو يخدم ككاهن لعدة آلهة.
عادةً ما كان المنصب الكهنوتي وراثيًا، على الرغم من أن منحه كان شكليًا بيد كبير الكهنة في البلاد. توجد سجلات لمحاكمات يطالب فيها وريث بطلب المنصب أو يطلب سحب المنصب من شخص آخر. كان المنصب الكهنوتي يتضمن عادةً "عطية" من الملك، مما جعله مرغوبًا خلال تاريخ مصر. بالإضافة إلى ذلك، كانوا يديرون ممتلكات المعبد ويتمتعون ببعض الامتيازات، مثل الإعفاء من "العمل الجبري" لخدمة التاج. خلال حياتهم، خدم جزء كبير من المصريين في أحد المعابد.
لم توجد في مصر القديمة منظمة دينية موحدة مماثلة للكنيسة. كل عبادة وكل معبد كان يدير شؤونه بقواعده الخاصة ولم يكن مرتبطًا ببنية أخرى. كما نعلم من المصادر المكتوبة، كان الكهنة يجتمعون أحيانًا في مجامع لعبادتهم ولدينا إشارات إلى اجتماع كهنة على مستوى مصر. أيضًا، خلال تاريخ مصر، حصل كهنة بعض الآلهة البارزة على نفوذ سياسي واقتصادي كبير. أشهر هذه الحالات كان معبد الإله آمون في طيبة. حصل كهنة المعبد على نفوذ في مصر العليا خلال الأسرة العشرين والحادية والعشرين لدرجة أنهم أنشأوا مملكة آمون على الأرض.
في الأدب المصري، يظهر الكهنة كرجال فضلاء متدينين، ينشغلون بالتعاليم الباطنية، ويبتعدون عن العنف والاهتمام بالشؤون الأرضية. لكن لدينا سجلات قضائية من عصر أبسماتيك الأول يظهر فيها الكهنة وهم يستردون الممتلكات بوسائل عنيفة، مثل القتل والحرق العمد والفساد، أو سجلات من عصر رمسيس الخامس يظهر فيها كهنة الإله خنوم وهم يشاركون في نهب ممتلكات المعبد.