الكاهن الأكبر للإله بتاح أو أعظم أسياد الحرفيين كما كان يلقب بالمصرية القديمة ، بما يشي أن الإله بتاح - الذي يتعلق هذا المنصب بعبادته - كإن يعتبر راعياً و حامياً للحرفيين.
و يوجد مقر كاهن بتاح الأكبر في منف عاصمة مصر في الدولة القديمة ، و كان لهذا الإله معبد ضخم مكرس له في هذه المنطقة مع زوجته الإلهة سخمت وابنهما الإله نفرتم ، و الثلاثة معاً يسمون بثالوث منف.
وقد جاء ذكر كهنة بتاح الكبار في النقوش التي يعود تاريخها إلى الأسرة الرابعة على الأقل ، ففي قبر النبيل دبحن ، على سبيل المثال ، هناك وصف لزيارة الملك منكاورع إلى موقع البناء لهرمه المسمى «إلهيٌّ هو منكاورع» ، و رافق الملك قائد القوات البحرية و كاهنان كبيران للإله بتاح.
و قد جرت العادة على وجود كاهنين كبيرين للإله بتاح معاً حتى الأسرة السادسة ، و ربما كان ذلك في عهد بيبي الأول الذي قرر دمج المنصبين في منصب واحد فقط ، و في مقبرة سابو المسمى كذلك تيتي في سقارة، يقول تيتي : «إن جلالة الملك عينني كاهناً مميزا لمنف وحدي ___ كان معبد «بتاح جنوب جداره» بكل مكان فيه تحت مسؤوليتي، برغم أنه لم يكن هناك كاهن أكبر واحد لبتاح من قبل.»
يقع مجمع معبد كبير يرجع تاريخه إلى وقت رمسيس الثاني في الموقع الحديث لمدينة ميت رهينة ، و كان معبد بتاح المؤرخ بهذه الفترة الزمنية واحداً من أكبر المجمعات المعابدية في مصر. و لم يتم استكشاف الكثير من هذا المعبد لأن جزءا كبيرا من الموقع يقع قريباً جداً من المدينة الحديثة أو حتى تحتها.