الحرية هي أحد المفاهيم الجوهرية في فلسفة إيمانويل كانط . وتعرِّف الفلسفة الكانطية الحرية بأنها فكرة كونية ناتجة عن إعلاء فئة السببية إلى اللاشرطية.و قد أثار كانط مشكلة الحرية في ثلاثة من نصوصه الاساسية وهي : نقد العقل الخالص (1781)،و أسس ميتافيزيقا الأخلاق (1785)، ونقد العقل العملي (1788). كما تطرق إليها أيضًا في نصه الصادر عام 1784 بعنوان: ما هو التنوير؟ ؟ .
يعرف كانط الحرية بأنها فكرة كونية ناتجة عن إعلاء فئة السببية إلى اللاشرطية. وبتعبير أخر، إن الحرية « هي مفهوم العفوية المطلقة التي تخص الفعل، والنظرإليها على أنها أساس المساءلة عن اقتراف هذا الفعل »
و يميز بين الحرية المتعالية (السببية المطلقة المفكر فيها ) والحرية العملية (استقلالية الإرادة). في نقد العقل الخالص، مشكلة الحرية هي موضوع الجدل الثالث للعقل الخالص، الذي تتناقض فيه السببية المقيدة والسببية الحرة. ويتم حل هذا التناقض من خلال إظهار أن الحرية منطقيًا غير متناقضة إذا ميز المرء بين العالم المحسوس والعالم المعقول ، أي إذا كان المرء يميز بين الظاهرة والشيء في ذاته، أو بين التجريبي والمعقول . في الواقع، يمكن أن يكون للفعل طابع تجريبي، أي أن ننظر إليه على شكل ظاهرة يتم تحديدها، أو ذات طابع عقلي ، أي أنه يمكن اعتباره حرا.
على سبيل المثال ، يمكن أن نعد الكذب يحقق الامرين ، فمن وجهة نظر تجريبية ، يمكن النظر إليه باعتباره ظاهرة محتمة (بواسطة سلسلة من الأسباب السابقة التي أدت بالكاذب إلى اقتراف الكذب) ، ولكن من وجهة نظر عقلية ، إذا اعتبرنا أن الكاذب كائن حر ومميز بالعقل ، فإنه هو من اختار قول الكذب.
و يعتبر كانط الحرية هي الموضوع الجوهري للفلسفة وحجر الزاوية في بنائها . ويعد الحرية المتعالية عصية عن الفهم، وبالتالي فهي مسلمة من مسلمات العقل العملي (الى جانب خلود الروح ووجود الله)