نظرة عامة شاملة حول كارمن كاسكو دي لارا كاسترو

كارمن كاسكو دي لارا كاسترو (17 يونيو عام 1918 - 8 مايو عام 1993) هي معلمة وسياسية باراغوانية ومدافعة عن حقوق المرأة والإنسان. يرجع إليها الفضل في تأسيس إحدى أولى منظمات حقوق الإنسان المستقلة في أمريكا اللاتينية، وذلك فضلًا عن نضالها من أجل تحقيق المساواة للمرأة ووضع حد لإرهاب الدولة في ظل دكتاتورية ألفريدو سترويسنر. كذلك لعبت دورًا مؤثرًا في إقرار تشريع أرسى مبدأ الإنصاف في الأجور ورسخ حقوق الأمومة بالإضافة إلى دورها في ضمان إسقاط القوانين التي انتقصت من حقوق الإنسان الأساسية.

ولدت كاسكو في كنف عائلة نافذة ودرست لتغدو معلمة إذ امتهنت التدريس في الفترة الممتدة من ثلاثينيات القرن العشرين حتى عام 1965. أرسِل أقاربها إلى المنفى وشهدوا الدمار الذي خلفته الحرب، وهو ما دفعها إلى الانخراط في الجهود الرامية إلى تخفيف معاناة أولئك الذين تعرضوا لقدرٍ أكبر من التهميش. باشرت في البداية العمل على القضايا المرتبطة بالنساء والسجناء السياسيين. عملت كاسكو على إدخال حزمة من حقوق الإنسان الأساسية على دستور الباراغواي حين انتخبت عضوًا في الجمعية الدستورية في عام 1967. شغلت منصب رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في باراغواي والتي كانت أحد مؤسسيها، وظلت على رأس منصبها هذا إلى حين وفاتها. انصب تركيز المنظمة على تقديم المساعدة للضحايا نظرًا لعدم قدرتها على ملاحقة أولئك المسؤولين عن انتهاك حريات الآخرين، ولكن استطاعت أيضًا جمع معلومات عن أولئك الذين تعرضوا للاختفاء القسري.

انتُخبت كاسكو عضوًا في مجلس النواب في عام 1968. كانت من المعارضين الصريحين للنظام الديكتاتوري وهو ما جعلها هدفًا لحملات الرقابة والسجن والترهيب التي مارستها الدولة. ظلت كاسكو في مجلس النواب حتى عام 1977 حين قدمت استقالتها احتجاجًا على تعديل الدستور والذي منح سترويسنر عددًا غير محدود من الولايات الرئاسية. كانت أحد الأطراف المشاركة في تأمين إطلاق سراح السجناء السياسيين من معسكر اعتقال أمبوش. سافرت كاسكو كثيرًا خلال ثمانينيات القرن العشرين في محاولةٍ منها لتوعية المجتمع الدولي حيال انتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة في باراغواي، وابتغت من هذا تمكينهم من ممارسة الضغط على الحكومة لإنهاء الأعمال الانتقامية التي مارستها بحق المواطنين. انتُخبت كاسكو عضوًا في مجلس الشيوخ عقب خلع سترويسنر من سدة الرئاسة في عام 1989، ولازمت هذا المنصب لبقية حياتها. كذلك تولت رئاسة لجنة التحقيق التابعة لمجلس الشيوخ والمكلفة بالنظر في سجلات قسم التحقيقات التابع لجهاز الشرطة المركزي والمعروفة باسم «ملفات الإرهاب» والتي كشِف النقاب عنها في عام 1992. اكتشفت اللجنة أن إدارة الشؤون الفنية التابعة لوزارة الداخلية كانت ما تزال تمارس أعمالها وعليه أصدرت قرارًا بإغلاقها. كرمتها الأمم المتحدة لإسهاماتها في مجال حقوق الإنسان والمجال الإنساني في نفس العام.

توفيت كاسكو في عام 1993. يذكرها التاريخ لسجلها في الدفاع عن حقوق الإنسان. إذ تحمل العديد من المدارس والنصب التذكارية في باراغواي اسمها. كذلك يزين وجهها أحد الطوابع البريدية الصادرة عن الحكومة الباراغوانية في عام 2000.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←