كأس مصر 2024–25، في نسخته الثالثة والتسعين، والذي يُعد أعرق بطولات كرة القدم بنظام خروج المغلوب في مصر، تحت إشراف الاتحاد المصري لكرة القدم، شهد خاتمة أسطورية ستظل محفورة في ذاكرة عشاق الزمالك لسنوات قادمة. انطلقت البطولة في 23 نوفمبر 2024، واختتمت بنهائي مثير حبس الأنفاس، تُوّج فيه نادي الزمالك بطلاً بعد فوزه على حامل اللقب بيراميدز بركلات الترجيح بنتيجة 8–7، عقب تعادل ناري في الوقت الأصلي.
هذا الفوز رفع رصيد الزمالك إلى 29 لقبًا في بطولة كأس مصر، منها عشرة ألقاب في القرن الحادي والعشرين، ليُكرّس نفسه كأكثر الأندية تتويجًا بالبطولة خلال هذا القرن، ويؤكد من جديد علو كعبه كرمز للتاريخ والمجد الكروي في مصر.
وسط أجواء التوتر والندية، سطع نجم المهاجم المتألق ناصر منسي، الذي كان في الموعد وسجّل هدف التعادل الحاسم، مُنعشًا آمال الفريق وممهّدًا الطريق نحو الانتصار. بثباته، وشجاعته، وروحه التي لا تعرف الاستسلام، نال منسي إشادة جماهيرية وإعلامية واسعة، وأثبت أنه رجل اللحظات الكبيرة و"المواعيد الكبرى".
الفريق بأكمله، بقيادة جهاز فني متميز يتمتع بذكاء تكتيكي كبير، قدّم أداءً راقياً عكس تماسكًا واضحًا، وانسجامًا لافتًا، وشخصية بطولية متجذرة في مدرسة الفن والهندسة. الزمالك لم يكتفِ بإزاحة حامل اللقب فحسب، بل أعاد التأكيد على هيبته وتربعه على عرش الكرة المصرية.
لم يكن هذا مجرد فوز... بل كان إعلانًا جديدًا للهيمنة، وصفحة ذهبية أضيفت إلى كتاب تاريخ القلعة البيضاء، كتبتها عزيمة الأبطال، ودموع الفرح، وهتافات الجماهير التي لا تكلّ عن الحلم والانتصار.