يمكن الحديث عن القومية الكورية ضمن سياقين مختلفين. يشتمل الأول على حركات متنوعة عبر التاريخ للحفاظ على هويةٍ ثقافيةٍ كورية، وتاريخٍ وإثنية (أو «عرق»). إذ تشكلت هذه القومية الإثنية بشكلٍ رئيس لمعارضة التوغل والحكم الأجنبي. أما السياق الثاني فيشتمل على كيفية تغيّر القومية الكورية بعد التقسيم في عام 1945. أما اليوم، فيميل هذا السياق الأخير إلى السيطرة.
يشير مصطلح «الدم النقي» إلى الاعتقاد بأن الشعب الكوري عرقٌ صافٍ ينحدر من سلفٍ واحد. استُحضرت هذه الفكرة خلال فترة مقاومة الحكم الاستعماري، وأعطت الكوريين شعورًا بالتجانس الإثني والفخر القومي، إلا أنها سرّعت بشكلٍ محتمل من التحيز والتمييز العنصريين.
يميل التيار القومي السائد في كوريا الجنوبية إلى أن يكون قوميًا رومانسيًا بطبيعته (على وجه التحديد، قومي إثني أو «عرقي»)، أكثر من كونه قومي مدني. غالبًا ما ينافس هذا الشكل من القومية الرومانسية، الهوية الوطنية المدنية الأكثر رسمية وتنظيمًا ويضعفها. يعبّر افتقار الكوريين الجنوبيين إلى القومية المستمدة من الدولة (أي الوطنية) عن ذاته بطرق متنوعة. على سبيل المثال، لا يوجد عطلة وطنية لإحياء ذكرى الدولة ذاتها، ولا يعرف العديد من الكوريين الجنوبيين التاريخ الدقيق لتأسيس بلادهم (أي في 15 أغسطس من عام 1948).
تتسم القومية الإثنية الرومانسية في كوريا الشمالية أيضًا ببروزٍ لافت، على الرغم من أن القومية المدنية والقومية الإثنية، على عكس كوريا الجنوبية، لا تتنافسان بل تتعايشان وتعزز كل منهما الأخرى. ويمكن إرجاع ذلك إلى إيديولوجيا جوتشي التي ترعاها الدولة والتي تستخدم الهوية الإثنية لتعزيز سلطة الدولة وسيطرتها.
تنقسم القومية الكورية في كوريا الجنوبية إلى حدٍّ كبير لسلالتين: «القومية الإثنية» التي تعتقد بأن الشعب الكوري يشترك في الدم وينتمي إلى «الوطن الكوري»، و«القومية الليبرالية» المدفوعة لمناهضة الإمبريالية وتشكل معسكر الوسط اليساري السياسي.