السُّلطَانُ پَادِشَاه المَمَالِك أَبُو الفَيْض قُطْبُ الدِّيْنِ مُحَمَّد أَعْظَمشاه عَالِيجَاه غَازِي بن مُحَمَّد أَوْرَنِكْزِيب بن مُحَمَّد شَاهْجِهَان الگوركاني (بالفارسية: پَادِشَاه المَمَالِك أَبُو الفَيْض قُطْبُ الدِّيْنِ مُحَمَّد أَعْظَمشاه عَالِيجَاه غَازِي بن مُحَمَّد أَوْرَنِكْزِيب بن مُحَمَّد شَاهْجِهَان گوركاني، وبالأردية: پَادِشَاه المَمَالِك أَبُو الفَيْض قُطْبُ الدِّيْنِ مُحَمَّد أَعْظَمشاه عَالِيجَاه غَازِي بن مُحَمَّد أَوْرَنِكْزِيب بن مُحَمَّد شَاهْجِهَان گوركاني) (3 شعبان 1063هـ - 20 ربيع الأول 1119هـ المُوافق فيه 28 حزيران (يونيو) 1653 - 20 حزيران (يونيو) 1707م) المعروف اختصارًا بِـ«قُطب الدين أعظمشاه» أو «مُحمَّد أعظمشاه» أو «مُحمَّد أعظم شاه»، هو سابع سلاطين مغول الهند الذين حكموا شبه القارة الهنديَّة طيلة ثلاثمائة سنة، وقد حكم البلاد في سنة 1119هـ المُوافقة لِسنة 1707م. لقبه «أعظمشاه» منحوت من «أعظم» العربيَّة و«شاه» الفارسيَّة بمعنى «ملك»، فيصير المعنى الحرفي للإسم: «أعظم ملك» أو «أعظم المُلُوك».
كان أعظمشاه حسن السيرة، لبقًا وحكيمًا، فقرَّبه والده أورنكزيب إليه ولازمه، وكان يستمتع بصُحبته ومُحادثته في شؤون العلم والسياسة والاجتماع، وتوجَّس فيه خيرًا للبلاد والعباد، وخشي أن يخسره أو يُفارقه، بل اعتقد أنَّ مثل هذه المحبَّة لا يُمكن أن تدوم، بل شأنها الزوال إمَّا حسدًا أو طمعًا، فكان يقول: «الفِرَاقُ حتميٌّ بين هَذَين الخَلِيلَين»، يعني بينه وبين ولده.
عيّنه والده وليًّا للعهد وظلَّ في هذا المنصب حتَّى وفاة والده. تولَّى عدَّة مناصب سياسيَّة خلال حياته، فكان صوبدارًا لبرار ومالوة والبنغال والگُجرات والدكن. كما شارك في عدَّة حملاتٍ وغزواتٍ لأبيه، أبرزها حرب الراجپوت عند ميوار، والمراثيين في بيجافور.
فرَّق أورنكزيب أبنائه في أنحاء الدولة ما أن شعر بدُنوِّ أجله، مخافةً أن يقع بينهم الاقتتال طلبًا للمُلك، تمامًا كما حصل بينه وبين إخوته من قبل، فبعث بأعظم إلى بيجافور وبمُحمَّد كامبخش إلى مالوة، وكان مُحمَّد مُعظَّم في قلعة جمرود عند أطراف الدولة. لكنَّ هذا الفعل لأورنكزيب لم يفعل شيئًا سوى تأجيل الصراع على العرش، فما أن توفي حتَّى تنازع الإخوة على المُلك، واقتتلوا في سبيل تأمين صيرورته إلى كُل واحدٍ منهم. كان أعظمشاه الأسرع إلى التربُّع على تخت السلطنة، فأعلن نفسه سُلطانًا في مدينة أحمد نگر بعد وفاة والده بقُرابة شهر، يوم 10 ذي الحجَّة 1117هـ المُوافق 4 نيسان (أبريل) 1707م، لكنَّه لم يتمكَّن من الوصول إلى العاصمة قبل أخويه، بل كان ذلك مُقدَّرًا لأخيه مُحمَّد مُعظَّم، فاستولى عليها وأرسل لأعظمشاه أن يكتفي بصوبات جنوب الهند، واعدًا إيَّاه أن يُضيف إلى مُلكه ولاياتٍ أُخرى، لكنَّ أعظم رفض وزحف على أخيه لحربه، إلَّا أنَّه تأخَّر في الوصول نتيجة مصاعب واجهت جيشه أثناء الطريق، ولمَّا تقابل الجمعان في موضعٍ يُسمَّى «ججاؤ» على مُقرُبةٍ من آغرة، دارت رحى معركة عنيفة قُتل فيها أعظمشاه مع أولاده مُحمَّد بيداربخت وجوانبخت وإسكندرشان، لينتهي حُكمه بعد أربعة أشهرٍ فقط، واختُلف في تحديد هويَّة قاتله.