في ليلة 9\10 مارس من عام 1945، شنت القوى الجوية للجيش الأمريكي غارة مدمرة بالقنابل الحارقة على العاصمة اليابانية طوكيو. أطلقت القوى الجوية للجيش الأمريكي على هذا الهجوم الاسم الرمزي عملية منزل الاجتماع ويُعرف الهجوم في اليابان باسم غارة طوكيو الجوية الكبرى. أُسقطت القنابل من قاذفات بوينغ بي 29 سوبرفورتريس الثقيلة لتحرق معظم أجزاء شرق طوكيو. قُتل ما يزيد عن 90 ألف وربما ما يزيد عن 100 ألف ياباني، معظمهم من المدنيين وشُرد مليون شخص مما جعله الهجوم الجوي الأكثر تدميرًا في تاريخ البشرية. أثبتت الدفاعات الجوية والمدنية اليابانية عدم فعاليتها إلى حد كبير، وفُقدت 14 طائرة أمريكية و96 طيارًا.
كان الهجوم على طوكيو تكثيفًا للغارات الجوية على اليابان التي بدأت في يونيو من عام 1944. قبل هذه العملية، صبت القوى الجوية للجيش الأمريكي تركيزها على حملة قصف دقيق تستهدف المنشآت الصناعية اليابانية. لم تتكلل هذه الهجمات بالنجاح إجمالًا، مما ساهم في قرار الانتقال إلى إلقاء قنبلة حارقة. كانت العملية خلال الساعات الأولى من يوم 10 مارس أول غارة كبيرة بالقنابل الحارقة ضد مدينة يابانية، واستخدمت القوى الجوية للجيش الأمريكي تكتيكات مختلفة بشكل كبير عن تلك المستخدمة في الغارات الدقيقة، بما في ذلك القصف الليلي مع تحليق للطائرات على ارتفاعات منخفضة. أدى الدمار الشامل الذي تسببت به الغارة إلى أن تصبح هذه التكتيكات معيارًا لطائرات الجوية الأمريكية حتى نهاية الحرب.
كان هناك جدل استمر طويلًا حول أخلاقيات إلقاء القنابل الحارقة على طوكيو في 10 مارس. غالبًا ما يستشهد بالغارة كمثال بارز في انتقاد حملات القصف الاستراتيجية للحلفاء، ويجادل العديد من المؤرخين والمعلقين بأنه من غير المقبول أن تستهدف القوى الجوية للجيش الأمريكي المدنيين بصورة متعمدة، ويقول مؤرخون آخرون أنه لم يكن ثمة خيار لدى القوى الجوية للجيش الأمريكي سوى تغيير تكتيكات قصف المنطقة بالنظر إلى فشل حملة القصف الدقيق. من المسلّم به عمومًا أن التكتيكات المستخدمة ضد طوكيو وفي غارات لاحقة مماثلة كانت ناجحة من الناحية العسكرية. أُحيت ذكرى الهجوم عبر نصبين تذكاريين رسميين والعديد من النصب التذكارية في الأحياء السكنية ومتحف يديره القطاع الخاص.