قصر القسطنطينية الكبير (باليونانية: Μέγα Παλάτιον، ميغا بالاتيون؛ باللاتينية: Palatium Magnum)، المعروف أيضًا باسم القصر المقدّس (باليونانية: Ἱερὸν Παλάτιον؛ باللاتينية: Sacrum Palatium)، هو مجمّع القصر الإمبراطوري البيزنطي الضخم الذي كان يقع في الطرف الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة التي تكوّن اليوم منطقة الفاتح، في إسطنبول (القسطنطينية سابقًا) في تركيا المعاصرة. وقد كان المقرّ الإمبراطوري الرئيسي الذي استقر به قائمة الأباطرة البيزنطيين حتى عام 1081، كما كان مركز إدارة الإمبراطورية البيزنطية لأكثر من 690 عامًا. وهُدم بعد دخول العثمانيين للمدينة، ولم يبقَ منه حتى يومنا هذا سوى بقايا قليلة وأجزاء من أساساته. تم تحويله إلى متحف للموزاييك البيزنطي.
قامَ الأباطرة البيزنطيين عمومًا في قصر القسطنطينية الكبير الذي بناه قسطنطين العظيم وقد توسع القصر باستمرار ليشكل بناءً واسعًا غير متجانس. كان موقعه بالقرب من آيا صوفيا والهيبودروم حيث تواصل الإمبراطور مباشرةً مع الناس. كان مدخل القصر بوابةً ضخمةً برونزيّة، ومن بين أجزاء القصر المهمة كانت قاعة ماجنورا التي استُخدمت لاستقبال السفراء الأجانب بالإضافة لكونها مقر مجلس الشيوخ، ومركزًا تعليميًا هامًا، وقصر دافني، وغرفة الطعام الخاصة تريكلينيوم، والقصر المقدس حيث يقيم الإمبراطور، وقاعة كريسوتريكلينوس الرئيسية المخصصة للاستقبال والاحتفالات، والغرفة التي تلد فيها الإمبراطورات والتي جاء منها لقب «الولادة في الأرجوانية» الذي أُعطيَ للورثة الشرعيين.
يعدّ القصر العظيم في القسطنطينية أحد أبرز المجمّعات المعمارية في التاريخ البيزنطي، ومركزًا لنفوذ الإمبراطورية الرومية الشرقية على مدى ما يزيد عن ستة قرون. فقد شكّل القصر، الممتد من الهضبة الأولى حتى ساحل بحر مرمرة، محور السلطة الإمبراطورية ومسرحًا للطقوس السياسية والليتورجية التي عزّزت هيبة البلاط وشرعيته. تميز القصر ببنية معمارية معقدة تضم قاعات احتفالية، وأجنحة سكنية، وأبهاء رسمية مثل قصر الدافني وقاعة العمد، فضلًا عن الكنائس والممرات المزخرفة بالفسيفساء التي تعد من أهم الشواهد الفنية الباقية من العصر البيزنطي. وتشير الدراسات إلى أن القصر لم يكن مجرد مقر إقامة، بل كان مركزًا إداريًا وثقافيًا يرمز إلى استمرارية الإمبراطورية وتفوقها الحضاري، قبل أن يتراجع دوره منذ القرن الحادي عشر.