مُرْقُس أَوْرِيل أَنْطُونِين إمبراطور روماني عُرف بلقب قَرَقَلَّة (188–217 مـ) وثانيُ ملوك الدولة السَّوَارِيَّة (198–217)، وهو الابن الأكبر للإمبراطور سيبتيموس سيفيروس والإمبراطورة جوليا دومنا. نصب والده حاكمًا مشاركًا في الحكم عام 198، وحكم بالاشتراك مع شقيقه جيتا بدءًا من عام من 209 وحتى وفاة والدهما في 211. في وقت لاحق من ذلك العام أُعدم شقيقه على يد الحرس الإمبراطوري في وقت لاحق من ذلك العام بأوامر من قرقلة، الذي حكم بعد ذلك كإمبراطور وحيد للإمبراطورية الرومانية. كره قرقلة المهام الإدارية وفوض تلك الواجبات لوالدته. شهد عهده اضطرابات داخلية وكذلك الغزوات الخارجية من قبل الشعوب الجرمانية.
كان عهد قرقلة ملحوظًا بشكل خاص بسبب إصداره لما يسمى المرسوم الأنطوني (المعروف أيضًا باسم مرسوم قرقلة) الذي منح الجنسية الرومانية لجميع الرجال الأحرار في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. على الصعيد المحلي اشتهر قرقلة ببناء حمامات قرقلة، والتي أصبحت ثاني أكبر الحمامات في روما، وبإدخال عملة رومانية جديدة تسمى أنتونينياس وهو نوع من الدنانير الرومانية المزدوجة؛ كما شهد عهده العديد من المذابح التي أمر بها شخصيًا سواء في روما أو في أماكن أخرى من الإمبراطورية. في عام 216 بدأ قرقلة حملة ضد الإمبراطورية البارثية، لكنه لم يكن قادرًا على اكمالها حيث اغتيل على يد جندي ساخط في عام 217. خلفه ماكرينوس كإمبراطور جديد بعد ثلاثة أيام فقط.
تصور المصادر القديمة قرقلة على أنه طاغية وكقائد قاسي، وهي صورة استمرت حتى يومنا هذا. قدمه معاصروه كاسيوس ديو (155 - 235 ج) وهيروديان (170 - 240) كجندي أولاً وإمبراطورًا ثانيًا. في القرن الثاني عشر قدم جيفري مونماوث قرقلة كملك لبريطانيا. لاحقًا في القرن الثامن عشر أعادت أعمال الرسامين الفرنسيين إحياء صور قرقلة بسبب أوجه التشابه الظاهرة بين استبداد قرقلة وتلك المنسوبة إلى الملك لويس السادس عشر (حكم 1774-1792). استمرت الأعمال الحديثة في تصوير قرقلة كحاكم شرير، وواحد من أكثر الأباطرة الرومان استبدادًا.