قرار فيينا الأول قرار تحكيمي صدر من قبل وزير خارجية ألمانيا يواخيم فون ريبنتروب و وزير خارجية إيطاليا غالياتسو تشانو في مؤتمر تحكيم فيينا الأول الذي عقد في قصر بلفيدر بفيينا في 2 نوفمبر 1938. نص قرار التحكيم على منح الأراضي التي تقطنها أغلبية مجرية في سلوفاكيا وأوكرانيا الكارباتية إلى مملكة المجر. تبلغ مساحة الأراضي التي منحت للمجر 11,927 كيلومترا مربعا ويقطنها 1,060,000 نسمة. يمكن اعتبار القرار من النتائج المباشرة لمعاهدة ميونيخ التي ابرمت في الشهر السابق، وأفضى القرار إلى تقسيم تشيكوسلوفاكيا.
كانت ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية تسعيان إلى اتّباع طريقة سلميّة لفرض مطالبها الإقليمية في مملكة المجر وإعادة النظر في معاهدة تريانون لعام 1920. شُغلت ألمانيا النازية في هذه المرحلة في تنقيحها الخاص لمعاهدة فرساي، مع إعادة تسليح راينلاند (7 مارس 1936) وآنشلوس في النمسا (12 مارس 1938).
فصل قرار فيينا الأول إلى حدّ كبير المناطق التي يسكنها المجريون في جنوب سلوفاكيا وجنوب روثينيا الكارباتية عن تشيكوسلوفاكيا و «منحها» إلى المجر. وبذلك استعادت المجر بعض الأراضي في سلوفاكيا وأوكرانيا الحالية التي كانت قد خسرتها في معاهدة تريانون على إثر تفكك الإمبراطورية النمساوية المجرية بعد الحرب العالمية الأولى.
أعطى أدولف هتلر في منتصف مارس 1939 المجر إذنًا لاحتلال باقي منطقة أوكرانيا الكارباتية، موسّعًا رقعة الأراضي المجرية شمالًا حتى الحدود البولندية، ما خلق حدودًا مجرية بولندية مشتركة، مثل تلك التي وُجدَت قبل تقسيم الكومنولث البولندي الليتواني في القرن الثامن عشر. قبل نهاية الحرب العالمية الأولى ومعاهدتي تريانون وسان جيرمان، اشتركت منطقة الكاربات في مملكة المجر السابقة (ترانسليثانيا أو منطقة ما بعد نهر ليثا) التابعة للإمبراطورية النمساوية المجرية في الحدود الشمالية مع مقاطعة غاليسيا، التي كانت جزءًا من سيسليثانيان، أحد طرفي الملكية المزدوجة.
في سبتمبر 1939، بعد ستة أشهر من احتلال المجر لباقي روثينيا الكارباتية، هربت الحكومة البولندية وجزء من جيشها إلى المجر ورومانيا، ومن هناك إلى فرنسا وسوريا الواقعة حينها تحت الانتداب الفرنسي، لمواصلة الحرب ضد ألمانيا وقائدها هتلر.
بعد الحرب العالمية الثانية، أعلنت معاهدة باريس لعام 1947 إلغاء وإبطال قرار فيينا.