قبة الهوا: هي جبل صخري يقع على الضفة الغربية للنيل بالقرب من أسوان. يبلغ ارتفاع ذلك الجبل نحو 130 مترا وبه مقابر منحوتة لنبلاء وكهنة أسوان من عهد قدماء المصريين. كما يقع على قمة الجبل الجنوبية قبر لأحد الأولياء المسلمين اسمه «سيدي علي بن الهوا»، الذي سميت القبة باسمه. وهي ضريح أبيض ذو قبة تري من بعيد، كما يوجد أسفله بقايا دير قبطي (سان جورج).
يمكن الوصول إلى المقابر المنحوتة المرتفعة من طريقين مائلين نحو النيل على الناحية الشرقية، مستقيمان معبدان لصعود ونزول مجموعات الناس ولكل منهما جدارين حجريين. وتوجد مقابر نبلاء قدماء المصريين في ثلاثة طبقات على ارتفاع في وسط الجبل.
وقد فاق عدد المقابر من عهد قدماء المصريين 100 مقبرة، وكان مدفونا فيها نحو 1000 شخص من رجال ونساء وأطفال؛ يعود أغلبهم إلى عهد الدولة القديمة والدولة الحديثة.
تتميز قبور قبة الهوا بأنها كانت لنبلاء ومحافظي منطقة النوبة والأعيان العاملين في تلك المنطقة من عهد الفراعنة، وهي حجرات محفورة داخل الجبل، مزينة الجدران، ومختلفة الأحجام والتصميمات. تعطي زينتها المنقوشة على الجدران صورا من الحياة المعتادة أيام قدماء المصريين: مشاهد ذبح الأبقار، وتزاور الأقرباء والأصدقاء، صيد السمك، صيد الطيور وحاملي النبال وموسيقيين وغيرها. ومن أهم تلك ما عثر عليه أيضا قوالب لتماثيل كان قدماء المصريين يستخدمونها لصب معدن البرونز ومعادن أخرى كالذهب والفضة، وصناعة تماثيل من تلك المعادن.
عثر على تلك القوالب الكاملة في قارور فخارية كبيرة كانت موضوعة بجانب تابوت سوبك حتب في مقبرته بقبة الهوا؛ وكان سوبك حتب محافطا لمنطقة الفنتين في عهد سنوسرت الثاني.
أتقن قدماء المصريين صب البرونز والمعادن الثمينة كالذهب والفضة. ويعتبر تمثال بيبي الأول الموجود بالمتحف المصري أول تمثال كبير من البرونز من عهد الأسرة المصرية السادسة 2300 قبل الميلاد. تكمل تصورنا عن صب البرونز في عصر قدماء المصريين صور موجودة على حوائط مقبرتي مريروكا نحو 2300 قبل الميلاد ورخميرع نحو 1450 قبل الميلاد.