لزكريا الأنصاري (823-926هـ / 1420-1520م) عدد كبير من المصنفات، فقد عُمِّرَ أكثر من مائة عام قضاها كلها في العلم والتعليم وتأليف التصانيف المفيدة العديدة، وتتميز مصنفاته بتنوع مواضيعها؛ فهو لم يترك فناً من فنون الشريعة وآلاتها وغيرها من العلوم المختلفة التي كانت تدرس في عصره من طب وهندسة وفلك وحساب وغيرها إلا وصنف فيها. يقول ابن العماد الحنبلي: «ورجع (أي زكريا الأنصاري) إلى القاهرة، فلم ينفك عن الاشتغال والإشغال مع الطريقة الجميلة والتواضع وحسن العشرة والأدب والعفّة والانجماع عن أبناء الدنيا، مع التقلل وشرف النّفس، ومزيد العقل وسعة الباطن والاحتمال والمداراة، وأذن له غير واحد من شيوخه في الإفتاء والإقراء، منهم شيخ الإسلام ابن حجر، وتصدى للتدريس في حياة شيوخه، وانتفع به الفضلاء طبقة بعد طبقة، وشرح عدة كتب وألّف ما لا يحصى كثرة، فلا نطيل بذكرها إذ هي أشهر من الشمس». وقال تلميذه ابن حجر الهيتمي في «معجم مشايخه»: «وقدَّمت شيخنا زكريا؛ لأنه أجلّ من وقع عليه بصري من العلماء العاملين والأئمة الوارثين، وأعلى من عنه رويت ودريت من الفقهاء الحكماء المهندسين، فهو عمدة العلماء الأعلام وحجّة الله على الأنام، حامل لواء المذهب الشافعي على كاهله، ومحرّر مشكلاته، وكاشف عويصاته، في بكره وأصائله، ملحق الأحفاد بالأجداد، المتفرد في زمنه بعلو الإسناد».
قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←