القبائل العربية من أقدم التجمعات البشرية التي استوطنت شبه الجزيرة العربية، وقد لعبت دورًا محوريًا في تشكيل الهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة. تعود أصول هذه القبائل إلى آلاف السنين، وتنتسب تقليديًا إلى أحد الجدين: عدنان أو قحطان، في تقسيم يُميز بين أفرع العرب في الشمال والجنوب. وبحسب الموروثات الدينية، خصوصًا في الإسلام، يُعتبر العرب من نسل النبي إبراهيم عبر ابنه إسماعيل، مما يمنحهم مكانة خاصة في السرديات الدينية والتاريخية على حد سواء.
منذ القرن السابع الميلادي، وبالتزامن مع انتشار الإسلام، بدأ العديد من أفراد هذه القبائل بالهجرة والاستقرار في المناطق المختلفة التي خضعت الفتوحات الإسلامية المبكرة، ومنها بلاد الشام، بلاد الرافدين، مصر، خوزستان، المغرب العربي، والسودان.
أدى هذا التحول إلى إطلاق عملية تعريب واسعة أثّرت بشكل كبير على التحولات الديموغرافية في معظم مناطق غرب آسيا وشمال أفريقيا، وأسفرت عن زيادة كبيرة في عدد السكان العرب خارج حدود شبه الجزيرة العربية.
تشكل هذه المناطق اليوم ما يُعرف بـالعالم العربي، باستثناء خوزستان التي، رغم احتضانها لأقلية عربية كبيرة، تُعد جزءًا من العالم الإيراني. وقد أسهمت هجرات القبائل العربية بدور محوري في تعريب سكان هذه المناطق على المستويات العرقية والثقافية واللغوية والوراثية.