أسقطت الثورة الفرنسية نظام الحكم الديكتاتوري وأسست الجمهورية وشهدت فترات عنيفة من الاضطراب السياسي، الثورة التي أستوحت أفكارا ليبرالية وراديكالية، تحت شعار حرية، مساواة، إخاء، غيرت بشكل عميق مسار التاريخ الحديث والهمت البلدان الأوربية بما يصطلح عليه ب«الربيع الأوروبي (ثورات 1848)». حيث أن الثورة بحد ذاتها شكلت حدثا مهما في تاريخ أوروبا، وتركت نتائج مستمرة وواسعة النطاق على المدى القريب والمتوسط والبعيد من حيث المفاهيم والتغيير وتنظيم العلاقات والتأثير في الدول والشعوب والحضارة الإنسانية، وفي أوروبا كانت التأثيرات زمكانية مباشرة ومستمرة إلى القرن التالي للثورة الفرنسية.
وقد تعددت التفسيرات والتحاليل والنظريات بين الليبيرالية والإشتراكية وغيرها من المدارس الفكرية للعصر الحديث، إلا أن الجميع يتفقون أو يُجمعون أن اللاعبين الرئسيين كانوا بين نظام حكم مطلق متمثل في لويس السادس عشر ملك فرنسا وحاشيته و«الأرستقراطية» و«طبقة رجال الدين (الإكليروس)» من جهة ومن جهة أخرى تأثير البورجوازية الفرنسية ووكفاح الطبقة العاملة/الفلاحين ثم الجيش الفرنسي ونابليون بونابرت.