إتقان موضوع في التعريب (كتاب)

يُعدُّ كتاب في التعريب أحد المؤلفات اللغوية المهمة التي ألّفها العالم المغربي إدريس بن الحسن العلمي، وقد جاء ضمن مجموعته المعروفة باسم اللسان، التي تعكس اهتمامه العميق بقضايا اللغة العربية، لاسيما ما يتصل منها بمشكلة التعريب في العصر الحديث. وقد تولّى جمع هذا الكتاب وتحقيقه وتقديمه نجله الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي، الذي بذل جهداً علمياً ملحوظاً في إخراج هذا العمل إلى القرّاء والباحثين بأسلوب نقدي توثيقي يعكس الخلفية الأكاديمية والمنهجية التي اعتمدها في عرضه لمضامين الكتاب. يتناول في التعريب بأسلوب موسوعي عددًا من القضايا المرتبطة بتعريب المصطلحات العلمية والثقافية، ويعرض نماذج من الاجتهادات اللغوية في هذا المجال، كما يعكس رؤية المؤلف لدور اللغة في بناء الهوية الحضارية، وتأكيد الخصوصية الثقافية للعالم العربي والإسلامي في مواجهة المدّ التغريبي. ويُبرز إدريس بن الحسن العلمي، من خلال هذا العمل، أهمية أن تكون عملية التعريب نابعة من داخل المنظومة الثقافية واللغوية للأمة، لا مجرد ترجمة آلية للمصطلحات الأجنبية، مؤسساً بذلك لموقف لغوي نقدي يؤمن بأصالة العربية وقدرتها على التوليد والتجديد. ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب لا يكتفي بطرح نظري لقضايا التعريب، بل يعرض شواهد لغوية وتاريخية، ويعتمد على مصادر تراثية وحديثة، مما يمنحه طابعاً موسوعياً يجعل منه مرجعاً مهماً لكل باحث في قضايا اللغة والتعريب. وقد أكد باحثون معاصرون أهمية هذا العمل، ومنهم الدكتور عبد السلام المسدي، الذي أشار في كتابه اللغة العربية والهوية (2021) إلى جهود إدريس بن الحسن العلمي في التنبيه إلى مخاطر التغريب اللغوي، ودوره الريادي في الدفاع عن التعريب كخيار حضاري وثقافي لا محيد عنه.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←