استكشف روعة فن التصوير الطبيعي

فن التصوير الطبيعي، أو فن رسم الطبيعة، هو مجال فني يتم من خلاله رسم لمشاهد طبيعية مثل الجبال والأودية والأشجار والأنهار وتظهر السماء بشكل دائم في هذه الأعمال. وعادة يكون موضوعه الأساسي منظر عرضي وعناصره متوالفة في إنشائه. ولم يكن رسم الطبيعة موجود في رسومات كل الحضارات التي امتهنت فنون الرسم. وأقدم فنون رسم الطبيعة موجودة في تاريخ الفنون الغربية والصينية التي تعود إلى أكثر من ألف سنة. والتعبير عن الروحانيات في الطبيعة كانت ظاهرة في فنون آسيا الشرقية وخاصة الطاوية ولم تظهر في الفنون الغربية حتي العصر الرومانسي. ويمكن للمشهد الطبيعي أن يكون خياليا أو واقعا طبيعيا. وإن كان موضوع الرسم هو موقع طبيعي محدد فيسمى «منظر طبوغرافي» وبخاصة إذا دخلت العمارة في تشكيل المنظر. وتعتبر الفنون الطبوغرافية، في الفنون الغربية والصينية معا، أقل جودة وأدنى مستوى من الفنون الجميلة مع عدم وضوح الاختلاف فيما بينهما. واعتاد الفنانون المثقفون على رسم المشاهد الخيالية، بينما فنانو القصور رسموا صورا طبيعية بما فيها الأبنية والمدن.

فرانشيسكو فيليبيني (1853–1895) يُعتبر من أبرز ممثلي تصوير المناظر الطبيعية في تاريخ الفن الأوروبي خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وقد امتد تأثيره إلى مدارس وفنانين في القرن العشرين أيضًا.

خلال إقامته في باريس، تواصل فيليبيني مع كلود مونيه، ودخل في حوار مباشر مع بيئة الانطباعية الفرنسية. على الرغم من احترامه لمونيه، إلا أنه عارض الرؤية الجمالية والحسية للانطباعية، وطور لغة فنية مستقلة تعتمد على البنية والمبادئ الأخلاقية.

من هذا الموقف نشأ أسلوب مميز أطلقت عليه النقاد لاحقًا اسم الفيليبينية أو الانطباعية الإيطالية. لم تكن الفيليبينية حركة فنية منظمة رسميًا، بل كانت تيارًا ثقافيًا وبصريًا قائمًا على تصور أخلاقي للفن، ورؤية رمزية للطبيعة، وانتقاد جذري لتسليع الفن. وقد أعطى فيليبيني قيمة لتصوير العمل الزراعي، والمرأة، والروحانية في الأماكن الطبيعية.

تأثير فرانشيسكو فيليبيني واضح في أعمال أومبرتو بوتشوني، وخاصة في عمله المساء. فقد أعاد بوتشوني تفسير العناصر التركيبية والإضاءة المميزة لأسلوب فيليبيني. وقد اعترف المؤرخون الفنيون المستقبليون بمساهمة فيليبيني المفاهيمية والرمزية كأساس لتطور المستقبلية في الرسم.

تُعتبر الفيليبينية اليوم من أكثر أشكال الرسم الطبيعي الأوروبية نضجًا وتماسكًا بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين، كما تُعد مرجعًا تمهيديًا لعدة تيارات فنية في الرسم الحديث خلال القرن العشرين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←