فلسفة الصيرورة (بالإنجليزية: Process Philosophy)، ويُطلق عليها أيضًا أنطولوجيا التغير والتحول أو الفلسفة العضوية، هي فلسفة تُحدد الواقع الميتافيزيقي بناءً على عملية التغير. وتنظر فلسفة الصيرورة إلى التغير بوصفه حجر الزاوية بالنسبة للواقع وحجر الزاوية في التفكير في أن تصير أو تتغير، وذلك في مقابل النموذج الكلاسيكي للتغير بوصفه وهمًا (كما ناقشه بارمنيدس) أو أنه شيء عرضي وغير جوهري (كما ناقشه أرسطو). طرح بعض الفلاسفة منذ عصر أفلاطون وأرسطو، فكرة الواقع الحقيقي بوصفه أبدي وقائم على جواهر دائمة، بينما ترفض الصيرورات الجواهر الأبدية أو تقلل من شأنها. فإذا تغير سقراط وأصبح مريضًا، فإن سقراط يظل هو هو نفسه (أي أن جوهر سقراط يبقى كما هو)، والتغير (مرضه) يمر فقط عبر جوهره: فالتغير شيء عرضي مؤقت بينما الجوهر عنصر أساسي. ولذلك فإن الأنطولوجيا الكلاسيكية تنكر أي واقع كامل خاص بالتغير، إذ أنها تتصوره فقط كأمر عارض مؤقت وليس جوهري أو أساسي. وتلك الأنطولوجيا الكلاسيكية هي ما جعلت المعرفة ونظرية المعرفة ممكنة، إذ أنها اعتقدت أن العلم بشيء ما في حالة صيرورته هو عمل بطولي يستحيل الوصول إليه.
يشمل الفلاسفة الذين يدعون إلى الصيرورة عوضًا عن الجوهر الخالدة: هيراقليطس وكارل ماركس وفريدريك نيتشة وهنري برجسون ومارتن هايدجر وتشارلز ساندرز بيرس ووليم جيمس وألفريد نورث وايتد وألفريد كورزبسكي وكولنجوود وألان واتس وروبرت م. برسيج وروبيرتو مانجابيرا أنجر وتشارلز هارشورن وآران جير ونيقولاس ريشر وكولن ويلست وجاك دريدا وبرونو لاتور وجورج فيلهلم فردريك هيجل وجيل دولوز. ويميز إيليا بريجوجين في مجال الفيزياء، بين فيزياء الكينونة وفيزياء الصيرورة. ولا تغطي فلسفة الصيرورة الحدوس والخبرات العلمية فقط، لكنها يمكن أن تستخدم بوصفها جسرًا مفاهيميًا بين الفلسفة والدين والعلم لتسهيل النقاشات فيما بينهم. وتصنَف فلسفة الصيرورة أحيانًا على أنها أقرب للفلسفة القارية منها عن الفلسفة التحليلية، لأنها تُدرس عادة في أقسام القارية فقط. ومع ذلك ترى بعض المصادر أنه ينبغي وضع فلسفة الصيرورة في مكان ما في المنتصف بين قطبي المناهج القارية والمناهج التحليلية في الفلسفة المعاصرة.