الفضل (بالسنسكريتية: بونيا، بالبالية: بونيا) مفهوم أساسي في الأخلاق البوذية. الفضل هو القوة الخيّرة الحامية التي تتراكم نتيجة الأفعال والأقوال والأفكار الصالحة. صناعة الفضل مهمة في الديانة البوذية: الفضل يأتي بالنتائج الصالحة المقبولة، ويحدد مستوى الحياة التالية ويُسهم في نمو الإنسان باتجاه الاستنارة. بالإضافة إلى ذلك، الفضل يُشارك مع محبوب ميت، ليساعد هذا الميت في وجوده الجديد. على الرغم من تحديث المفهوم، يبقى أساسيًّا في الدول البوذية التقليدية، وله أثر كبير على الاقتصادات الريفية في هذه البلدان.
الفضل مرتبط بمفاهيم النقاء والصلاح. قبل البوذية، كان الفضل يستعمل من ناحية عبادة الأسلاف، أما في البوذية فاكتسب معنى أخلاقيًّا أعمّ. الفضل هو القوة التي تأتي بها الأفعال الصالحة، وهي قادرة على جذب النتائج الصالحة في حياة الإنسان، وعلى تحسين عقله وصحته الداخلية. بل ويؤثر الفضل في الحيوات التالية، وفي مصير الإنسان في الولادة التالية. عكس الفضل هو النقص، ويعتقَد أن الفضل قادر على إضعاف النقص. لا شك أن الفضل مرتبط بالطريق إلى النيرفانا نفسها، ولكن كثيرا من الباحثين يقولون إن هذا مرتبط بأنواع خاصة من الفضل.
يمكن اكتساب الفضل بعدة طرق، منها الإنفاق والفضيلة والتطور الذهني. ويُضاف إلى هذا كثير من الطرق المشروحة في النصوص البوذية القديمة. مفهوم الكوسالا المشابه أيضًا معروف، ولكنه يختلف عن الفضل في بعض التفاصيل. أنفع طرق صناعة الفضل هي الأفعال الصالحة تجاه الجواهر الثلاثة، البوذا وتعاليمه، الدارما، والسانغا. في المجتمعات البوذية، نمت مجموعة متنوعة من ممارسات صناعة الفضل عبر العصور، بعضها مشتمل على تضحية عظيمة بالذات. أصبح الفضل جزءًا من الطقوس والممارسة اليومية والأسبوعية والاحتفالات. بالإضافة إلى هذا، ينتشر عُرف نقل الفضل إلى أحد أقرباء صاحبه المتوفين، وأصل هذا العرف محل جدال بين العلماء. الفضل مهمّ جدًّا في المجتمعات البوذية، إلى درجة أن شرعية الملوك كانت تفسَّر به، ولم تزل.
في المجتمع الحديث، انتُقدت صناعة الفضل على أنها مادّية، ولكنها لم تزل واسعة الانتشار في كثير من المجتمعات. يمكن أن نرى آثار بعض الاعتقادات في صناعة الفضل في ثورات فو مي بون التي حدثت في القرون الأخيرة، وفي إحياء بعض أشكال صناعة الفضل، منها إطلاق الفضل الذي نوقش كثيرًا.