فصل السلطات هو مذهب سياسي نشأ في كتابات البارون مونتسكيو في كتابه روح القوانين، حيث دافع عن حكومة دستورية بثلاثة فروع منفصلة، ولكل منها سلطة محددة لكبح سلطات الفروع الأخرى. وقد أثرت هذه الفلسفة بشكل كبير على دستور الولايات المتحدة، والذي ينص على أن الفروع التشريعية والتنفيذية والقضائية لحكومة الولايات المتحدة تظل منفصلة من أجل منع إساءة استخدام السلطة. ويرتبط الشكل الأمريكي لفصل السلطات بنظام من الضوابط والتوازنات.
خلال عصر التنوير دافع فلاسفة مثل مونتسكيو عن المبدأ في كتاباتهم، في حين عارضه آخرون بشدة، مثل توماس هوبز. وكان مونتسكيو من أبرز المؤيدين لفصل السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية. وقد أثرت كتاباته تأثيرًا كبيرًا على الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، مثل ألكسندر هاميلتون وجيمس ماديسون، الذين شاركوا في الاجتماع الدستوري لعام 1787 الذي صاغ الدستور.
لم تلتزم بعض الولايات الأمريكية بالفصل الصارم للسلطات في القرن الثامن عشر. ففي نيوجيرسي كان الحاكم يعمل أيضًا كعضو في أعلى محكمة في الولاية وكرئيس لمجلس واحد من الهيئة التشريعية لنيوجيرسي. وكان رئيس ولاية ديلاوير عضوًا في محكمة الاستئناف؛ كما خدم رؤساء مجلسي الهيئة التشريعية للولاية في السلطة التنفيذية كنواب للرئيس. وفي كل من ديلاوير وبنسلفانيا خدم أعضاء المجلس التنفيذي في نفس الوقت كقضاة. ومن ناحية أخرى طالبت العديد من الولايات الجنوبية صراحةً بالفصل بين السلطات. فقد أبقت ماريلند وفيرجينيا وكارولاينا الشمالية وجورجيا فروع الحكومة «منفصلة ومتمايزة».