يعد فن الفسيفساء لدى الرومان عبارة عن تطور لفن التصوير للمناظر الطبيعية منذ آلاف السنين حيث استمد الرومان فكرة تصوير الطبيعة من حبهم الكبير للمناظر الطبيعية التي تشير إلى طول العمر الذي يشغله الإنسان، أي أن حياة الإنسان ومهنته كان يتم تصويرها على الجدران في مقبرته، حيث ظهرت مناظر الحصاد، وجمع القمح والصيد في النهر وصيد الدجاج البري في المستنقعات وكل ذلك كان يصاحبه في العالم الآخر، وكانت هذه الفكرة مقتبسة من الفنون المصرية القديمة في وادي النيل ن ويجدر بالذكر أن فن التصوير كان طريقة لإيصال رسالة معينة وليس للتأثير على الرأي الآخر.
أما في القرن الخامس ق.م مل يكن الفنانون الإغريق يهتمون بالتعبير عن الطبيعة وقد توضح حب الطبيعة منذ القرن الرابع إلى الثالث ق. م عندما بدأ حب الطبيعة يتغلغل إلى قلوب الشعراء والفنانين في كل المجالات.(القاسم 1999 : 12)
ومع اتساع الإمبراطورية الرومانية وازدهارها، انتشرت اللوحات الفسيفسائية المركزية التي نفذت بواسطة فنانين اشتغلوا في ورش معينة على مستوى عالي من الجودة، وهكذا عثر على الأمثلة عثر على الأمثلة المختلفة في شتى ألأماكن والمتاحف.
ولما كانت حضارة الشعوب والأمم تقاس بمدى تقدمها في الآداب والفنون، فالفنون هي مرآة الشعوب، بينما الآداب هي صوت الأمم، ولذلك كان التعبير عن الطبيعة من خلال الفن يمثل انعكاسا ملا تغنى به الشعراء في كتاباتهم.(القاسم 1999 : 13)
ويمكننا القول أن فن الفسيفساء كان تطورا عن الفنون الأخرى التي اهتمت بتصوير الطبيعة ن فكانت البدايات متمثلة بتصوير الطبيعة عن طريق الشر بعد ذلك استعملت الفنون المعمارية لهذا الغرض ومنها فن النحت وفن التصوير الجداري الذي أبدع فيه الرومان والذي اشتمل على عدة مواضيع أخرى غير الطبيعة مثل المشاهد الأسطورية ومشاهد الحياة اليومية.