فرضية غيشفيند-جالابوردا (بالإنجليزية: Geschwind–Galaburda hypothesis) هي نظرية عصبية اقترحها نورمان غيشفيند وألبرت جالابوردا في عام 1987. تفترض الفرضية وجود اختلافات جنسية في القدرات المعرفية وتربطها بجانب وظيفة الدماغ. تختلف معدلات نضج النصفين الدماغيين وتتوسطها مستويات التستوستيرون التي يؤثر عليها بشكل كبير في مراحل التطور الجنيني وبعد سن البلوغ.
وفقًا للفرضية، يؤخر هرمون التستوستيرون نضج الدماغ، وخاصة النصف الأيسر منه، مما يؤدي إلى تطوير المناطق المقابلة في النصف الأيمن من الدماغ والمناطق غير المتأثرة في النصف الأيسر بشكل أسرع. وهذا يؤدي إلى تقليل المهارات اللفظية وزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات اللغوية، مثل صعوبة التعلم وعسر القراءة، في حين يتطور النصف الأيمن من الدماغ بسرعة وتتطور المهارات المقابلة له مثل الانتباه وحل المشكلات.
بالنسبة لهرمون التستوستيرون الجنيني، يعيق ارتفاع مستوياته تطور علم الأعصاب والمناعة للفرد، مما يفسر بشكل محتمل كيفية ربط التمايز بين النصفين الدماغيين بالاضطرابات التعلمية والموهبة ونقص المناعة. في حالات النصف الأيسر من الدماغ الذي يكون قليلاً مُتطور أو يعاني من عجز وظيفي، قد تؤدي التمايزات العصبية في التشريح إلى نشاط تعويضي في مناطق أخرى من الدماغ.
حقل "علم وظائف الدماغ والاختلافات الفردية" معني بفهم العلاقة بين التمايز الدماغي واختلافات السلوك. اقترح الباحثان غيشفيند وجالابوردا في أعمالهما، أنه من أجل شرح الاختلافات في القدرات المعرفية، يتوقف الأمر على التعرض السابق للجنين لهرمون التستوستيرون. يربط هذا الإطار النظري الشامل بين علاقة تطور الدماغ ومستويات التستوستيرون والقدرات المعرفية. وتجمع النظرية مجموعة واسعة من الظواهر العصبية وعلاقاتها تحت مظلة نظرية واحدة.