فرضية طائفة السحرة (بالإنجليزية: witch-cult hypothesis) هي نظرية موصومة تقترح أن محاكمات السحرة في بواكير العصر الحديث كانت محاولة لقمع ديانة وثنية قبل مسيحية أفلتت من التنصير في أوروبا. وفقًا لمقترحي النظرية، تمحورت طائفة السحرة حول عبادة إله الخصوبة والعالم السفلي الأقْرَن، الصياد والطريدة، الذي أشار إليه المضطهِدون المسيحيون بصفة الشيطان، واشترك أتباعه بشعائر ليلية في سبت السحرة.
أطلق النظرية باحثان ألمانيان، كارل إرنست جارك وفرانز جوزيف مون، في أوائل القرن التاسع عشر، وأخذ بها كل من المؤرخ الفرنسي جول ميشليه، والناشطة النسوية الأميركية ماتيلدا جوزلين غيج، وخبير الفولكلور الأميركي تشارلز ليلاند لاحقًا في القرن نفسه. تلقت الفرضية أبرز تخريج لها عندما تبنتها عالمة المصريات مارغريت موراي، التي قدمت نسختها من النظرية في طائفة السحرة في أوروبا الغربية (1921)، قبل تبيانها بصورة إضافية في كتب مثل الرب والسحرة (1931) وفي مساهمتها في موسوعة بريتانيكا. رغم ملاقاة «النظرية المورايية» شعبية بين قطاعات الأوساط الأكاديمية وعموم الناس في أوائل ومنتصف القرن العشرين، لم يقبلها المتخصصون في محاكمات السحرة في بواكير العصر الحديث، الذين أثبتوا عدم صدقها جهارًا عبر بحث مستفيض أجروه في ستينيات وسبعينيات القرن التاسع عشر.
يعتبر المتخصصون في سحر أوائل العصر الحديث في أوروبا نظرية طائفة السحرة الوثنية تاريخًا زائفًا. هناك إجماع أكاديمي بين الخبراء بأن الأشخاص الذين اتهموا بممارسة السحر وأُعدموا نتيجة هذه التهمة في تلك الفترة لم يكونوا أتباعًا لأي ديانة، سواء كانت سابقة للمسيحية أو شيطانية في طبيعتها. يوضح النقاد أن النظرية استندت إلى استخدام عالي الانتقائية للأدلة المُقدمة في المحاكمات، ما قاد إلى تشويه محوري في الأحداث وفي أفعال كل من المتَّهمين ومتهميهِم. إضافة إلى ذلك، يُشيرون إلى أنها اعتمدت على الافتراض المغلوط بأن ما يُزعم من فعل السحرة المتَّهمين كان صحيحًا، ولم يُفسده القسر والتعذيب. يأخذون بعين الاعتبار أيضًا أنه، وبغض النظر عن المزاعم التي تقول بكون طائفة السحرة قبل مسيحية ناجية من التنصير، لا يوجد أي دليل على وجود هكذا طائفة سحرة وثنية على مدى القرون الوسطى المتداخلة.
تأثر الأدب بفرضية طائفة السحرة، وأعد منها جون بوشان، وروبيرت جريفز وآخرون أعمالًا ذات طابع خيالي. أثرت للغاية في نشأة الويكا، وهي حركة دينية وثنية معاصرة بزغت في أواسط القرن العشرين في بريطانيا، زاعمة أنها ما نجا من طائفة السحرة الوثنية. منذ ستينيات القرن التاسع عشر، ذهب كارلو غينزبرغ وباحثون أُخر إلى أن العناصر الباقية من الديانة قبل المسيحية في التراث الشعبي الأوروبي أثرت على بواكير النماذج النمطية المعاصرة للسحر، لكن ما زال الباحثون في سجال حول ما إذا كان هذا الأمر مرتبطًا بأي شكل بنظرية طائفة السحرة المورايية.