فرضية الخزر حول أصول اليهود الأشكناز -والمدعوة أيضًا باسم «الأسطورة الخزرية» من قبل منتقديها- هي فرضية تقول إن نسبة كبيرة من اليهود الأشكناز يعودون بأصلهم إلى الخزر، وهو تجمع متعدد الأعراق من الشعوب التركية التي شكلت خانات شبه بدوية في المنطقة الممتدة من شرق أوروبا وصولًا إلى وسط آسيا. تعتمد الفرضية على بعض المصادر العائدة إلى القرون الوسطى مثل المراسلات الخزرية التي يقول فيها يهوذا اللاوي وإبراهيم بن داود إن طبقة النخبة الحاكمة للخزر تحولت إلى الديانة اليهودية الربانية في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين. لا يزال النطاق الذي شمله هذا التحول الديني مجهولًا. يعتبر الدليل الذي يربط مجتمعات الأشكناز بالخزر هزيلًا ومعرضًا للتفسيرات المتضاربة.
لم تجد الدراسات الوراثية على اليهود أي دليل هام على الأصل الخزري ضمن يهود الأشكناز، نظرًا لأن سكان الخزر لم يتركوا أحفادًا حديثين واضحين يمكن أن يتيحوا اختبارًا واضحًا للمساهمة الجينية في أصل الأشكناز، فقد كان من الصعب فحص فرضية الخزر باستخدام علم الوراثة، لكنها وجدت دليلًا على أصول عائدة إلى منطقة الشرق الأدنى وجنوب أوروبا وحوض المتوسط.
تلقت هذه الفرضية ردة فعل مختلطة في الوسط الأكاديمي. في حين يرفضها معظم المفكرين المعاصرين، نوقشت هذه الفرضية بشكل متكرر في الماضي، وهي تجد حتى اليوم بعض المدافعين عن صدقها. في أواخر القرن التاسع عشر، افترض إرنست رينان وعدد من المفكرين الآخرين أن اليهود الأشكناز في أوروبا نشأوا بين اللاجئين الأتراك الذين كانوا قد هاجروا من الخانات الخزرية المنهارة غربًا إلى أوروبا، واستبدلوا بلغتهم الخزرية الأصلية اللغة اليديشية في حين استمروا بممارسة اليهودية. في حين استُدعيت هذه النظرية للنقاش بشكل متكرر من قبل عدد من المفكرين منذ ذلك الوقت، حصلت الفرضية الخزرية الأشكنازية على اهتمام شعبي واسع بعد نشر كتاب القبيلة الثالثة عشر لآرثر كوستلر عام 1976. أعيد إحياؤها منذ فترة قريبة من قبل إيران إلهايك، الذي أجرى دراسة هادفة إلى إثبات الفرضية عام 2012. على الرغم من التشكيك، أعاد بمساعدة زملائه صياغة المفهوم عام 2016 من خلال تطوير وسيلة مميزة للتحليل الوراثي، داعمًا نتائجه بالنظريات اللغوية لخبير اللغويات بول ويكسلر.
كثيرًا ما استخدم معادو الصهيونية هذه الفرضية لمعارضة فكرة وجود ارتباط وراثي بين اليهود وإسرائيل القديمة، كما أنها لعبت دورًا هامًا في النظريات المعادية للسامية.