فرانسيسك يوزيف راينر (28 ديسمبر 1874 – 4 أغسطس 1944) هو عالم روماني من أصل نمساوي مجري متخصص في علم الأمراض، وعلم وظائف الأعضاء وعلم الإنسان. قادمًا مع عائلته من المهاجرين، حصل راينر على تقدير مبكر لعمله التجريبي في علم التشريح، وساعد في إصلاح العلوم الطبية الرومانية. قضى راينر جل شبابه في تدريب نفسه في علم الأمراض التشريحي وغيره من المجالات الخاصة بالعلوم الطبيعية، ليكتسب خبرة مباشرة كعالم أحياء دقيقة، وجراح وطبيب عسكري. شغل راينر العديد من المناصب التعليمية في جامعة ياش وجامعة بوخارست، حيث أسس العديد من الأقسام التخصصية، وأصبح أحد المروجين البارزين للعلوم ومن أهم المبتكرين في مجاله. قدّم راينر الدراسة التشريحية بعنوان «البنى الوظيفية»، التي تمثل واحدة من أبرز أعماله المفضلة، بالإضافة إلى انشغاله بشكل خاص بالقضايا المهتمة في تطور الجنين وحركات الجسم. أحدث راينر تأثيرًا فكريًا على أجيال عديدة من الأطباء، وكان متزوجًا من مارتا ترانكو راينر، التي تمثل بدورها أول طبيبة جرّاحة في رومانيا.
بالإضافة إلى نهجه التجريبي، يُشتهر راينر كمعلم تربوي ومتحدث عام موهوب، إذ اتخذ العديد من المواقف العلنية دفاعًا عن أفكاره الثقافية والاجتماعية. بعد تعرضه للتشهير من قبل اليمين المتطرف بسبب مواقفه اليسارية، مزج راينر بين التقدمية والحتمية الجينية، وأدان العنصرية العلمية على الرغم من تبنيه علوم تحسين النسل. انخرط راينر بشكل بارز في مشروع ديميتري غوستي لعلم الاجتماع الريفي، إذ ساهم في وضح سجل أنثروبولوجي للعديد من القرى المعزولة على منحدرات الكاربات. خلال حياته، أنشأ راينر أيضًا مجموعة كبيرة من عظام الجماجم والهياكل العظمية، التي أصبحت محور قسم علم الإنسان في بوخارست.