أبعاد خفية في فارانجيون

​​الفارانجيين أو الفارانجية (باللاتينية: Væringjar، باليونانية: Βάραγγοι)؛ هو اسمٌ تاريخي أطلقه الروم (البيزنطيون) والصقالبة على أقوامٍ من إسكندناوة (الجرمان الشماليين) الذين نزلوا حوض الدنيبر، واختطّوا لأنفسهم مُلكاً في حاضرة كييف (التي عرفتها المصادر العربية القديمة باسم كويابة) وحكموها ما بين القرن التاسع والحادي عشر الميلاديين. بسط الفارانجية نفوذهم على أصقاعٍ واسعة تمتد اليوم عبر روسيا البيضاء وأوكرانيا وروسيا، ونظراً لبأسهم الشديد ووفائهم بالعهود؛ اتخذهم قياصرة الروم جنداً لحراستهم الخاصة وحجابتهم فيما عُرف بـ "الحرس الفارانجي".

جاب الفارانجيون عُباب أنهار «غارداريكي» (وهو الاسم النوردي لبلاد الروس) وموانئها، حيث جمعوا في نشاطهم بين التجارة والقرصنة؛ وهي الديار التي طالما خلدت ذِكرَها ملاحمُ الشمال (الساغات). أحكم الفارانجيون قبضتهم على شريانين اقتصاديين عالميين:

الأول: «طريق الفولغا» الذي ربط بحر البلطيق ببحر قزوين، وصولاً إلى بغداد حاضرة الخلافة العباسية. والثاني: «طريق الدنيبر والدنيستر» (أو طريق الفارانج إلى الإغريق) الذي ينتهي إلى البحر الأسود والقسطنطينية عاصمة الروم. ومثّلت هذه المسارات أهم الطرق التجارية في العصور الوسطى؛ إذ وصلت أوروبا الناشئة بثرائها، فربطتها بخلفاء المسلمين وبلاط بيزنطة، حتى أن معظم الفضة المتداولة في الغرب آنذاك كانت تتدفق من الشرق عبر هذه القنوات.

وبحثٍّ من أغنياء القسطنطينية، أشعل الروس الفارانجيون عدة حروب بينهم وبين البيزنطيين، نتج عن بعضها اتفاقيات تجارية في صالح التجار. ومنذ القرن العاشر على الأقل، صار الكثير من الفارنجيين مرتزقة للجيش البيزنطي، وشكّلوا الحرس الفارانجي النخبوي (الحماة الشخصيون للأباطرة البيزنطيين). بحجة السيطرة و ضرب العدو المشترك في القوقاز وفي النهاية تحول معظمهم، من الذين كانوا في بيزنطة وفي شرق أوروبا، من الوثنية إلى المسيحية الأرثوذكسية، ليتمّوا تنصّر روسيا الكييفية عام 988. ومع انتهاء عصر الفايكنج، توقف تدفق الإسكندنافيين إلى روس، واندمج الفارانجيون تدريجيًّا بالسلافيين الشرقيين في القرن الحادي عشر.



قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←