غولدينغ بيرد (9 ديسمبر 1814 - 27 أكتوبر 1854) طبيب بريطاني وزميل في كلية الأطباء الملكية. أثبت نفسه باعتباره مرجعية بارزة في أمراض الكلى، ونشر في العام 1844 بحثًا شاملًا عن مرض الحصى الكلوية. واشتهر بعمله في العلوم ذات الصلة بأمراض الكلى، وخصوصًا في التطبيقات الطبية للكهرباء والكيمياء الكهربائية. ابتداءً من العام 1836، عمل بيرد محاضرًا في مستشفى غاي، المستشفى التعليمي المعروف في لندن، والذي يتبع الآن كلية كينجز لندن، ونشر بيرد كتابًا علميًا شهيرًا لطلاب الطب يسمى عناصر الفلسفة الطبيعية.
في طفولته أبدى بيرد اهتمامًا مبكرًا بالكيمياء، اكتسبه غالبًا عبر الدراسة الذاتية، وبلغ درجة متقدمةً في فهمها خوّلته بإلقاء محاضرات لزملائه الطلبة في المدرسة. طبق بيرد لاحقًا معرفته بالكيمياء في مجال الطب وبحث مطوّلًا في كيمياء البول والحصيات الكلوية. في العام 1842، كان بيرد أول من شخّص مرض فرط أوكسالات البول، المؤدي إلى تكوين نوع معين من الحصى الكلوية.
كما برع بيرد، الذي كان عضوًا في جمعية لندن للكهرباء، في مجال التطبيقات الطبية للكهرباء، وصمم بنفسه الكثير من أجهزته الكهربائية. في عصره اكتسب العلاج الكهربائي سمعة سيئة في الوسط الطبي نظرًا للجوء المدّعين إلى ممارسته على نطاق واسع. سعى بيرد حثيثًا لمكافحة هذا الدجل باسم الطب، وأدى دورًا فعالًا في استدخال العلاج الكهربي ضمن الممارسات الطبية السائدة. لم يتوان بيرد عن تبني أدوات علاجية جديدة من شتى الأنواع؛ فقد اخترع نموذجًا جديدًا من خلية دانيال في العام 1837، وبفضلها توصل إلى اكتشافات مهمة في علم الفلزات الكهربائي. لم تقتصر ابتكارات بيرد على المجال الكهربائي فحسب، بل تعدّتها إلى تصميمه سماعة طبية مرنة، وفي العام 1840 نشر أول وصف لتلك الأداة.
انطلاقًا من التزامه المسيحي، آمن بيرد أن دراسة الكتاب المقدس والصلاة بالنسبة لطلاب الطب يجب ألا تقلّا أهمية عن دراساتهم الأكاديمية. ولهذا سعى إلى نشر المسيحية بين طلاب الطب وشجع غيره من المختصين على فعل ذلك. ولتسهيل هذه الغاية، اضطلع بيرد بتأسيس الرابطة الطبية المسيحية، رغم أنها لم تباشر عملها إلا بعد وفاته. عاش بيرد طوال حياته بصحة عليلة وتوفي في سنّ 39.