الغوص العميق تحت الماء هو أحد أنواع الغوص الذي يتجاوز المجال الطبيعي المقبول للغوص حسب المختصين. أحيانًا يكون هذا الحد الأقصى تحدده جهة مختصة، بينما يرتبط في حالات أخرى بمستوى شهادة أو تدريب، وقد يختلف باختلاف نوع الغوص ترفيهيًا أو تقنيًا أو تجاريًا. يصبح تخدير النيتروجين خطرًا على عمق أقل من 30 مترًا (98 قدمًا) ويصبح من الضروري استخدام غاز التنفس الخالي من الأكسجين على عمق أقل من 60 مترًا (200 قدم) لتقليل خطر التسمم بالأكسجين.
تمنح بعض وكالات الغوص الترفيهي شهادة "غوص عميق" أو "غواص أعماق" للغواصين المدربين على الغوص إلى أعماق محددة تتجاوز عادةً 30 متراً (98 قدماً). أما اتحاد مدربي الغوص المحترفين (PADI) تُعرّف الغوص العميق في سياق الغوص الترفيهي على أنّه أي غوص يتراوح عمقه بين 18 و30 متراً (59 و98 قدماً)، وقد تختلف التعريفات بين منظمات الغوص الأخرى، وتعتبره نوعاً من الغوص التقني. يُعرّف الغوص العميق تقنيًا بأنه الغوص إلى عمق يتجاوز 60 متراً (200 قدم تقريباً)، حيث يصبح من الضروري استخدام غازات تنفسية منخفضة الأكسجين لتجنب تسمم الأكسجين. أما في الغوص الاحترافي فيُعتبر الغوص عميقاً عندما يتطلب معدات أو إجراءات أو تدريباً خاصاً.
في المجال التجاري الغوص العميق قد يعني شيئًا آخر. على سبيل المثال، حققت التجارب المبكرة التي أجرتها شركة كومكس باستخدام غازات الهيليوكس والتريمكس أعماقًا أكبر بكثير من أي غوص تقني أو ترفيهي. مثل غوص "جانوس 4" في عرض البحر حتى عمق 501 متر (1640 قدمًا) عام 1977.
سُجّل رقم قياسي عالمي في الغوص في أعماق البحار المفتوحة عام 1988، بواسطة فريق من غواصي شركة كوميكس والبحرية الفرنسية، خلال تدريباتهم على توصيل أنابيب نفط على عمق 534 متر (1750 قدم) في البحر الأبيض المتوسط، كجزء من برنامج "هيدرا 8"، استخدام فيه خليط الهيليوم والأكسجين (هليوكس) وخليط النيتروجين والأكسجين (هيدروكس). حيثُ يُقلل استخدام هيدروكس من خطر الإصابة بمتلازمة الضغط العالي العصبي (HPNS) الناتج عن استخدام الهيليوم، كما يسهل عملية التنفس لانخفاض كثافته.
بفضل بدلة الغوص الجوي (ADS)، أصبح بالإمكان الغوص إلى أعماق تصل إلى 700 متر (2300 قدم). تتميز هذه البدلات بقدرتها على مقاومة الضغط الشديد في الأعماق، مما يُبقي الغواص تحت ضغط جوي طبيعي، ويزيل بذلك مشاكل التنفس المرتبطة بالغازات المضغوطة. وفي عام 2006، حقق دانيال جاكسون، وهو كبير غواصي البحرية، رقماً قياسياً بوصوله إلى عمق 610 متر (2000 قدم) باستخدام هذه التقنية المتطورة.
جرت تجربة "هيدرا 10" التابعة لكومكس غوصًا بطريقة المحاكاة في حجرة ضغط عالي على الشاطئ باستخدام الهيدريليوكس في 20 نوفمبر 1992. أمضى خلالها ثيو مافروستوموس ساعتين على عمق افتراضي بلغ 701 متر (2300 قدم).