غني ميرزو، موسيقار كردي من مواليد 1968 بمدينة القامشلي، يقيم في إسبانيا منذ عام 1993. فبعد أن حصل على شهادة البكالوريا السورية، درس الموسيقا في المعهد الموسيقي في مدينة حلب في عام 1988 وعام 1989. وبعد أن تخرج منها توجه إلى أسبانيا، حيث تابع دراسته الموسيقية (ليسيو) لمدة ست سنوات، في المعهد العالي بمدينة برشلونة بدءاً من عام 1994 حتى عام 2000، حيث تخصص في موسيقا الفلامنكو، وأبدع فيها من خلال أعمال ونتاجات، ظهرت له فيما بعد، وأنبهر بها الأسبان إلى حد كبير.
الموسيقار غني ميرزو، العازف البارع على آلة العود يعمل بشكل أساسي في التلحين الموسيقي والغنائي مع التوزيع الآلي، ينهج في تأليفه الموسيقي منهجاً جديداً يعتمد على طريقة المزج بين الموسيقا الشرقية والموسيقا الغربية، إذ نجد جمل كردية ممزوجة بنغمات الجاز والفلامنكو والحان شرقية وذلك على نحو فني، مما ينتج مولوداً موسيقياً يتسم بالغرابة من جانب، ويتمتع بطابع الحداثة من جانب آخر. وهذا ما دفع عدد من النقاد الموسيقيين الأسبان للوقوف عند أعماله وبيان رأيهم فيها، وأعتقد أن هذه العملية في المزج الموسيقي يوحي إلى إمكانية التفاعل الحضاري بين شعوب العالم عكس الرأي الداعي إلى التركيز على الخصوصية القومية التي يتشدق بها غلاة القوميون أو دعاة الفكر القومي بين بعض الشعوب التي تمتلك دولة قومية مستقلة ذات سيادة وطنية، والتخندق في حفرة الذات المتخلفة التي لا ترى الآخر ولا تعترف به، ويتمسكون بسياسة الإقصاء.
منذ عام 1993 – 1994 وهو يرأس فرقة موسيقية مكونة من عدة عازفين على الألات الموسيقية التالية: العود، البزق، الإيتار الإسباني، السيتار الهندي، والات ايقاعية. وتم تطوير الفرقة مؤخراً بإضافة الات موسيقية أخرى مثل الفيولونسيل، والكلارينيت، وألات ايقاعية جديدة. ولا زالت الفرقة قائمة باسم فرقة (غني ميرزو) الموسيقية، ومستمرة في تقديم أعمالها ونشاطاتها الفنية في المهرجانات الموسيقية التي تقام في إسبانيا وأوروبا، حيث يقدم الفنان غني ميرزو أعمال ومعزوفات موسيقية نالت إعجاب الإسبان، وهذا ما جعلته أن يكتسب شهرة عالية في الوسط الموسيقي الإسباني حيث يقدم عروضه الموسيقية (كونسرتو) في أرقى وأشهر صالات برشلونة مثل لاوديتوريو. ومن ناحية أخرى نجد أنه يقدم عروضه الموسيقية في معظم المدن الاوربية، وخاصة في مدريد، وبرشلونة، وباريس، وبرلين، ولندن، وامستردام.
وفي شباط عام 2006 بالاشتراك مع الفنانين الكرديين دلشاد سعيد (عازف كمان) وحسين زهاوي (عازف ايقاع) قدم سميناراً في أكاديمية (شفان برور) بمدينة فرانكفورت، وكانت محاضرته تدور حول أوجه التشابه والاختلاف بين الموسيقا الكردية وموسيقا الفلامنكو.