كان غزو الجزائر عام 1830 عملية عسكرية كبيرة شنتها مملكة فرنسا، التي كان يحكمها آنذاك الملك شارل العاشر، بهدف احتلال إيالة الجزائر. ظلت الجزائر تحت الحكم العثماني منذ عام 1518، عندما استولى خير الدين بربروس على العاصمة الجزائرية وأصبحت جزءًا من الدولة العثمانية. وظلت تحت حكمها المباشر حتى عام 1770، عندما حقق بابا علي شاوش الاستقلال الفعلي عن العثمانيين، على الرغم من أن الوصاية كانت لا تزال اسميًا جزءًا من الدولة العثمانية. انتخبت إيالة الجزائر حكامها من خلال برلمان يسمى ديوان الجزائر. كان هؤلاء الحكام/الملوك معروفين باسم الداي. أفضل وصف للدولة هو أنها ملكية انتخابية.
في عام 1877، وقع حادث دبلوماسي عُرف بـحادثة المروحة، والذي استخدمته فرنسا ذريعةً لفرض حصار على ميناء الغزوات بتلمسان. وبعد ثلاث سنوات من الجمود وتصاعد التوتر، تعرضت سفينة فرنسية تحمل سفيرًا إلى الداي الجزائري لحادثة أخرى أثناء محاولتها التفاوض، ما دفع الفرنسيين إلى تبني نهج أكثر عدوانية. كان شارل العاشر يسعى أيضًا لتحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية الفرنسية، التي بلغت ذروتها بعزله لاحقًا في ثورة يوليو.
بدأ غزو الجزائر العاصمة في 5 يوليو 1830، عندما قصف أسطول فرنسي بقيادة الأميرال دوبيريه المدينة، تبعه إنزال قوات بقيادة دي بورمن. ورغم الهزيمة السريعة لقوات الداي حسين، الحاكم العثماني، إلا أن المقاومة المحلية كانت شرسة واستمرت لأكثر من 45 عامًا. وقد عُرفت هذه الفترة بحملة "التهدئة"، حيث قاد المقاومة شخصيات بارزة مثل أحمد باي بن محمد الشريف، وعبد القادر الجزائري، وفاطمة نسومر.
كان هذا الغزو نهاية لعدة قرون من الحكم العثماني في الجزائر، وبداية الجزائر الفرنسية. وفي عام 1848، نُظمت المناطق المحيطة بـالجزائر العاصمة في ثلاثة أقاليم، مهدت لتشكيل الجزائر الحديثة.