عملية نيكل غراس (بالإنجليزية: Operation Nickel Grass) هو الاسم الرمزي الذي أطلق على الجسر الجوي الإستراتيجي الذي نفذته الولايات المتحدة لتوصيل الأسلحة والإمدادات إلى إسرائيل خلال حرب أكتوبر عام 1973. ففي الفترة بين 14 أكتوبر و14 نوفمبر من ذلك العام، شحنت قيادة النقل الجوي العسكري التابعة لسلاح الجو الأمريكي نحو 22,325 طنًا من الإمدادات، بما في ذلك الدبابات والمدفعية والذخيرة، عبر العديد من الرحلات باستخدام طائرات سي-١٤١ ستارليفتر و لوكهيد سي٥ جلاكسي . نُفذت هذه المبادرة بهدف تحسين وضع الجيش الإسرائيلي في مواجهة الهجوم المشترك واسع النطاق الذي شنته مصر وسوريا، واللتين تلقيتا دعمًا واسعًا من الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت.
في 19 أكتوبر، وبعد نحو أسبوعين من بدء عملية بدر المصرية، تعهدت الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في حربها ضد الدول العربية. وكان قد سبق ذلك اتفاق بين منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوبك) لاستخدام "سلاح النفط" لمنح الجانب العربي ميزة في النزاع العربي–الإسرائيلي. ومع اندلاع الأعمال القتالية، أعلنت أوابك بقيادة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود فرض حظر نفطي شامل على الولايات المتحدة والدول الأخرى التي قدمت أي نوع من الدعم لإسرائيل في مواجهتها للهجوم العسكري العربي. وقد أسفر هذا القرار، إلى جانب فشل المفاوضات بين المصدرين وشركات النفط الكبرى بشأن الأسعار والإنتاج، عن اندلاع أزمة النفط عام 1973. وعلى الرغم من ذلك، استمرت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل، وانتهت الحرب في 25 أكتوبر بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتم رفع الحظر النفطي في مارس 1974.
كان لأزمة النفط تأثير اقتصادي كبير، مما أثّر على قرارات صانعي السياسات الأمريكيين في المستقبل، وأعاد تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة تجاه الشرق الأوسط. كما أدت عملية الجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل، والحظر العربي على الولايات المتحدة، إلى تحول كبير في ديناميكيات العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة.