الشيخ الإمام المجاهد عمار مطاطله (1915-2015) ولد بعين قشرة، دائرة القل، ولاية سكيكدة، كان أبوه محمد بن لخضر بن بونيب إماما وقاضيا ومعلما، فرباه على حب العلم وبذل النفس والنفيس في سبيل تحصيله. زاول دراسته الأولى بمسقط رأسه فجمع القرآن وهو ابن الحادية عشر ودرس شيئا من الفقه والنحو. التحق بالجامع الأخضر بقسنطينة سنة 1934 حيث تتلمذ على يد عبد الحميد بن باديس مدة خمس سنين. عمل معلما ومديرا في مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كما عمل إماما بمساجدها في شرق البلاد وغربها. كانت آخر محطاته مدينة سبدو، في ضواحي تلمسان، حيث أغلقت سلطات الاحتلال الفرنسي المدرسة التي كان يديرها والمسجد الذي كان إمامه وخطيبه، ووضعته تحت الإقامة الجبرية إلى أن يسر الله له سبيلا إلى المغرب الأقصى. استمر في التعليم والجهاد في المغرب حتى الاستقلال.
اشتغل بعد الاستقلال معلما في المدرسة المتوسطة، كما اشتغل في إطار برنامج محو الأمية حتى تقاعده عام 1978. عاد بعدها إلى المساجد إماما حرا يعلم الناس دينهم ويدفع عن قومه ظلمات الجهل ويحذرهم أنفسهم وأهواءهم. ولما افتتن الناس وتراءى له من الفتن ما لم يتضح لعامة الناس، لزم بيته واهتم بالكتابة، فألف كتابا من جزئين، ونثر على صفحات جريدة البصائر، لسان حال جمعية العلماء المسلمين، مقالات عديدة لم تنقطع إلى أن بلغ من العمر أربعا وتسعين حولا. توفي يوم الإثنين 23 مارس 2015، وكان بذلك آخر تلاميذ عبد الحميد بن باديس وفاة.