العلويون أو النُّصَيريون هي جماعة دينية باطنية أكثر انتشارها في بلاد الشام، وهم فرع من الشيعة المنتمية إلى طوائف الغُلاة التي ظهرت في القرن التاسع. يقدِّس النصيريون علي بن أبي طالب، الإمام الأول في المذهب الاثني عشري، باعتباره تجليًا للجوهر الإلهي. أسَّس الطائفةَ في القرن التاسع (الثالث الهجري) محمدُ بن نصير البصري النميري الذي كان تلميذًا للإمامين العاشر (علي الهادي) والحادي عشر (الحسن العسكري) من الاثني عشرية، ولهذا عُرف أتباع الجماعة باسم النصيريين قبل أن يُطلَق عليهم اسمُ العلويين في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا.
ينتشر النُّصَيريون انتشارًا رئيسًا في سوريا، كما ينتشرون في جنوبي تركيا، ولا سيَّما في محافظة حطاي (لواء إسكندرون سابقًا) وفي شمالي لبنان. إضافةً إلى ذلك، توجد مجموعة علوية في قرية غجر في مرتفعات الجَوْلان المحتلَّة. وأكثرُ انتشارهم في الساحل السوري والمدن القريبة منه، حيث يتعايشون إلى حدٍّ كبير مع السنَّة والمسيحيين والإسماعيليين. وغالبًا ما يقع الخلطُ بينهم وبين العلويين الأتراك، على الرغم من الاختلافات الجوهرية بين الطائفتين.
يؤمن العلويون بتفسيرات باطنية للقرآن، تختلف عن المذهب الشيعي التقليدي، وتتقاطع مع تعاليم طوائف الغُلاة الأخرى. تتميَّز ممارساتهم الدينية بطابع رمزي، حيث يؤمنون بالتناسخ ويرَون في علي بن أبي طالب تجليًا إلهيًّا. ويرتكز إيمانهم إلى مفهوم الثالوث الإلهي، الذي يتكَّون من (المعنى، والاسم، والباب)، ويعتقدون أن هذا الثالوث تجسَّد سبع مرَّات عبر التاريخ، وكان آخرها في شخصيات علي بن أبي طالب والنبيِّ محمد وسلمان الفارسي. ويعُدُّون عبد الرحمن بن ملجم قاتلَ علي بن أبي طالب ملعونًا ظاهرًا ممدوحًا باطنًا ويترضَّون عليه لأنه في اعتقادهم مخلِّص اللاهوت (الجوهر الإلهي) من الناسوت (الجوهر البشري)، وهم يتشابهون في هذه العقيدة مع المسيحية في فكرة الثالوث ويهوذا الذي سلَّم المسيح للقتل، وثنائية طبيعة المسيح.
لطالما كانت المعتقدات النصيرية محاطة بالسرِّية، ممَّا أدَّى إلى انتشار الشائعات والتفسيرات المتباينة بشأنها. وبرغم قلَّة المصادر الدقيقة عن عقيدتهم، شهدت الأبحاثُ الغربية عن الدين النصيري تطوُّرًا ملحوظًا منذ بداية القرن الحادي والعشرين.
كان الانتداب الفرنسي على سوريا عام 1920 نقطةَ تحوُّل في تاريخ النصيريين، إذ قامت الإدارة الفرنسية بتسميتهم رسميًّا بـ"العلويين" بدلًا من "النصيريين" لدمجهم ضمن الطائفة الشيعية. وجنَّد الفرنسيون العديد من أبناء الأقلِّيات في جيشهم، وأسَّسوا دولة علوية مستقلَّة لمدَّة قصيرة قبل دمجها في سوريا.
ازداد أثرُ النصيريين العلويين في الحياة السياسية والعسكرية، بعد انقلاب ابن طائفتهم حافظ الأسد عام 1970، فهيمنوا على جزء رئيس من السُّلطة الحاكمة، وتولَّوا أرفعَ المناصب العسكرية والأمنية. ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تصاعدت الاضطرابات الطائفية، ممَّا أدَّى إلى تورُّط العلويين في الصراع السياسي والعسكري الذي تحوَّل لاحقًا إلى حرب أهلية واسعة النطاق.