يُعتبر علم النفس في مرحلة ما قبل الولادة جزءًا من علم النفس التنموي، مع أنه يتبع تاريخيًا لمجال التحليل النفسي المتغاير. يقوم علم النفس في فترة ما قبل الولادة على وصف وشرح تجربة وسلوك الجنين قبل الولادة ونتائجها التي تحدث بعد الولادة. يُناقش موضوع فترة ما قبل الولادة وما حولها معًا في أغلب الأوقات.
يستكشف علم النفس في فترة ما قبل الولادة وما حولها الآثار النفسية والفيزيولوجية للتجارب المبكرة للفرد، سواء كانت قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها مباشرة (فترة ما حول الولادة). وبالرغم من وجود وجهات نظر مختلفة حول هذا الموضوع، لكن القاسم المشترك هو أهمية التجارب السابقة للولادة والفترة المحيطة بها في التطور النفسي مستقبلًا. يدور نقاش حاد بين العلماء حول مدى قدرة الأطفال حديثي الولادة على تكوين الذكريات وتأثير أي من هذه الذكريات على شخصياتهم وإمكانية استعادتها من العقل اللاواعي (وهو نفسه موضع جدال في هذا المجال). كان هناك افتراض واسع النطاق يتعلق بمرحلة ما قبل الولادة، وهو أن الجنين محمي بالكامل من المحفزات الخارجية. وبناء على ذلك فإن الإدراك والوعي سيتطوران بعد الولادة بشكل مؤكد، ولكن في نفس الوقت هناك عدد كبير من الدراسات العلمية التي تبين بوضوح أن السلوك والإدراك والتعلم يتطورون بالفعل في فترة ما قبل الولادة، وهذا ينطبق أيضًا على الأجناس غير البشرية إذ أمكن إثبات التكييف الصوتي لأجنّة الفئران.