أبعاد خفية في علم اللسانيات الإكلينيكي

اللسانيات الإكلينيكية هي فرع من فروع اللسانيات التطبيقية يختص بوصف وتحليل وعلاج الإعاقات اللغوية، وخاصة تطبيق النظريات اللغوية في مجال علاج اضطرابات النطق واللغة. دراسة الجانب اللغوي من اضطرابات التواصل مهمة لفهم أوسع للغة والنظريات اللغوية.



تأسست الجمعية الدولية للصوتيات واللسانيات الإكلينيكية في عام 1991، وتُعد الهيئة غير الرسمية المسؤولة عن هذا المجال. وتُعتبر مجلة اللسانيات والفونيتكس الإكلينيكية، التي أسسها مارتن جاي بال، الرائدة في البحث العلمي في هذا المجال.

عادةً ما يعمل ممارسو اللسانيات الإكلينيكية في أقسام علاج النطق واللغة أو أقسام اللسانيات. يقومون بإجراء البحوث بهدف تحسين تقييم وعلاج وتحليل اضطرابات النطق واللغة، وتقديم رؤى جديدة للنظريات اللغوية الرسمية. ورغم أن معظم المجلات المتخصصة في اللسانيات الإكلينيكية تركز حتى الآن على اللسانيات الإنجليزية فقط، إلا أن هناك حركة متزايدة نحو دراسة مقارنة لللسانيات الإكلينيكية عبر لغات متعددة.

دراسة اضطرابات التواصل لها تاريخ يمكن تتبعه حتى العصور اليونانية القديمة. ومع ذلك، فإن اللسانيات الإكلينيكية الحديثة ترتكز بشكل كبير في القرن العشرين، حيث بدأ مصطلح "اللسانيات الإكلينيكية" يكتسب انتشارًا أوسع في سبعينيات القرن الماضي، وكان عنوان كتاب للعالم اللساني البارز ديفيد كريستال في عام 1981.

يُعتبر كريستال على نطاق واسع "أب اللسانيات الإكلينيكية"، حيث أصبح كتابه علم اللسانيات الإكلينيكي من أكثر الكتب تأثيرًا في المجال، حيث وضع تصورًا مفصلًا لهذا التخصص الجديد.التطبيق

كان تطبيق العلوم اللغوية على تحليل اضطرابات النطق واللغة دائمًا أمرًا ضروريًا لكنه لم يحظَ بالدراسة الكافية. كان رومان ياكوبسون، اللغوي البنيوي الروسي، من أوائل من حاولوا تطبيق النظرية اللغوية على دراسة علاج اضطرابات النطق واللغة. نُشر كتابه Kindersprache, Aphasie und allgemeine Lautgesetze عام 1941، والذي سجل نتائج تحليله لاستخدام اللغة في اكتساب اللغة عند الأطفال ولدى البالغين المصابين بالأفازيا المكتسبة.

رغم أن كتاب ياكوبسون لم يكتسب تأثيرًا واسعًا في العالم الناطق بالإنجليزية إلا بعد صدور الترجمة Child Language, Aphasia and Phonological Universals في عام 1968، إلا أن أثره كان ملموسًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، من بين دول أخرى، حيث تم تبني تغييرات في منهجية دراسة الفونولوجيا والقواعد والمعنى وغيرها من مجالات اضطراب اللغة. ولا تزال ملاحظته بأن أنماط الأصوات المنحرفة تخضع لقواعد مماثلة لتلك الموجودة في أنظمة اللغة العادية مبدأً إرشاديًا في اللسانيات الإكلينيكية حتى اليوم.والأهم من ذلك، تم تبني نفس المنهج أيضًا من قِبل كريستال وزملائه في تطوير مجموعة من إجراءات "توصيف" اللغة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←