علم الكون غير القياسي هو أي نموذج كوني فيزيائي كان أو مازال يفترض أن بديل لنموذج الانفجار العظيم في علم الكون الفيزيائي. في تاريخ علم الكون، شكك العديد من العلماء والباحثين في أجزاء أو كل نظرية الانفجار العظيم نتيجة رفض أو إضافة افتراضات أساسية لتطوير نموذج علمي للكون. وفي الفترة من أربعينيات إلى ستينيات القرن الماضي، انقسم مجتمع الفيزيائيين الفلكيين بين مؤيدين لنظرية الانفجار العظيم ومؤيدين لنظرية الحالة الثابتة، حتى تطوّر علم الفلك الرصدي في أواخر الستينيات لتُعطي الأرصاد أفضلية لنظرية الانفجار العظيم التي أصبحت هي المسيطرة، حتى أصبح اليوم قليلون فقط هم من يشككون في هذه النظرية.
يطبق مصطلح غير قياسي على أي نظرية كونية لا إتفاق علمي حولها، ولكنه لا يستخدم في وصف النماذج البديلة التي لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء حولها، ويستخدم أيضا لوصف النظريات التي تقبل بحدوث الانفجار العظيم، ولكنها تختلف مع النموذج في أصل وتطور الفضاء الكوني. ونظرًا لأن المصطلح قائم على فكرة الإجماع، فإن معناه يتغير مع مرور الوقت. فعلى سبيل المثال، في سنة 1990 م، لم تكن المادة المظلمة الحارة تعتبر غير قياسية، ولكن في سنة 2010 م أصبحت كذلك. وعلى العكس من ذلك، كان ثابت تسارع تمدد الكون كان غير قياسي في سنة 1990 م، ولكنه أصبح جزء من علم الكون القياسي في سنة 2010 م.
علم الكون غير القياسي هو أي نموذج كوني فيزيائي للكون اقتُرح أو ما زال مُقترح بمثابة بديل للنموذج القياسي الحالي لعلم الكون. يُطبَّق مصطلح غير قياسي على أي نظرية لا تتوافق مع الإجماع العلمي. ولأنّ هذا المصطلح يعتمد على الإجماع السائد، فإنّ معنى هذا المصطلح يتغير عبر الزمن. على سبيل المثال، لم تُعتبر المادة المُظلمة الحارة نموذجًا غير قياسيًا في عام 1990، لكنها اعتُبرت كذلك في عام 2010. وعلى العكس، اعتُبر الثابت الكوني غير الصفري الذي ينتج عنه كون مُتسارع غير قياسي في عام 1990، لكنه أصبح جزءً من علم الكون القياسي في عام 2010.
حدثت عدة نزاعات رئيسية فيما يخص علم الكون خلال تاريخ هذا العلم. كانت ثورة كوبرنيكوس واحدة من أوائل هذه النزاعات، ومن خلالها أُنشأ نموذج مركزية الشمس في النظام الشمسي. وكانت المناظرة العظيمة في عام 1920 أكثر حداثة، وكان نتيجة لها اعتبار مجرة درب التبانة واحدة من العديد من المجرات في الكون. انقسم المجتمع الفيزيائي الفلكي بشكل متساوٍ بين داعمين لنظرية الانفجار العظيم، وداعمين لنظرية الكون ذات الحالة المستقرة من أربعينيات إلى ستينيات القرن العشرين. كان القرار في النهاية لمصلحة نظرية الانفجار العظيم بسبب التقدم في علم الفلك الرصدي في نهاية ستينيات القرن العشرين. إنّ نموذج علم الكون القياسي الحالي هو نموذج لامبدا-سي دي إم، حيث بدأ حكم النسبية العامة للكون بالانفجار العظيم، واليوم هو عبارة عن كون مسطح تقريبًا يتكون تقريبًا من 5% من الباريونات، و27% من المادة المظلمة الحارة، و68% من الطاقة المظلمة.
إنّ لامبدا-سي دي إم نموذج ناجح بشكل كبير، لكن يشوبه بعض الضعف (مثل مشكلة المجرات القزمة). إنّ الأبحاث جارية حول إضافات أو تعديلات في نموذج لامبدا-سي دي إم، بالإضافة إلى نماذج مختلفة بشكل أساسي. تتضمن المواضيع التي يُبحث فيها العنصر الخامس أو الجوهر (بالإنكليزية: quintessence)، وديناميكا نيوتن المعدلة (إم أو إن دي) وتعميمها النسبي تي إي في إي إس، والمادة المظلمة الدافئة.